نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
انتصارات الهزيمة!, اليوم الاثنين 8 يوليو 2024 11:21 مساءً
ومهما يكن من أمر الدول والحروب فإننا على مستوى الحياة الشخصية، ما من انتصار وتحقيق الفوز إلا بعد تعب الانكسارات من الهزائم الصغيرة، من يقاتل من أجل وظيفته لابد أنه عانى من قلق الدارسة، ومن عاني من قلق المكانة، لا بد وأن له تاريخا عصاميا كبيرا في البحث عنها، ومن تعب كثيرا في الحكمة لابد وأن مدرسة الحياة قد علمته الكثير من الضربات على مؤخرة رأسه (على شكل هزائم صغيرة متتالية) حتى أخرجت الحكمة الكامنة من عقله، والتاجر الصغير الذي أمن قوت يومه من متجره هذا، لا بد أنها ليست المحاولة الأولى للتجارة بعد أنه مني بخسائر ومحاولة فاشلة.
وما أرباح الشركة التي تقررها كل عام إلا عبارة عن مجموع الخسائر القليلة مقابل الأرباح الكبيرة، وما الخسائر الصغيرة إلا عبارة عن تجارب لن تتكرر في الأعوام المقبلة حتى تتحول الأرباح إلى أرباح قليلة مقابلة للأرباح الكبيرة؛ لتكون في مجموعها أرباحا عامة للشركة.
وما بناء الأوطان إلا عبارة عن هزائم صغيرة ينجو منها الوطن ليحقق الربح الأكبر وهو الأمن والتقدم والتنمية لوطن، وما تلك المحاولات الفاشلة إلا دروس مكنت أبناء الوطن من تعلم الدرس جيدا حتى صارت الأوطان تتقدم على يد أبنائها الذين يقدمون تضحياتهم (هزائم صغيرة) لكنهم يفوزون بالانتصارات الكبرى وهي بناء الوطن.
وما مقاومة الظلم الذي يذهب ضحيته الأفراد في غزة (الأطفال والنساء والشيوخ) وعلى عظم الضحايا والدم المسلم إلا أنه بداية النهاية للغاصب المحتل، فإما أن يرضى بالحل الذي يمنح العدل والسلام للمنطقة وإلا فإن سلسلة الهزائم الصغيرة الفلسطينية هي بداية الانتصارات الكبرى لهم وإلا لن يحصل لهم النصر الشريف الذي ينتظرونه منذ سنوات حتى تبقى فلسطين حرة.
يجب ألا نبتئس بالإخفاقات الصغيرة، ولا بالهزائم العابرة، ولا بالنكسات المؤقتة، فإنها هذه هي التجربة وهي وقود النجاح، وإن لم تتلق الضربات فمن المؤكد أنك لم تدخل معركة قط، ولذلك ربما تكون هذه الكلمات هي عزاءات الحكمة لمن تعرض للهزيمة وذلك بأنها ليست نهاية المطاف وأن له روحا يجب أن تحلق في فضاء الحلم بالنصر الذي يمكن أن يتحقق في أي لحظة!
Halemalbaarrak@
0 تعليق