السياحة السعودية من وجهة نظر صينية

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السياحة السعودية من وجهة نظر صينية, اليوم الأربعاء 10 يوليو 2024 09:19 مساءً


يمكن للسياحة في السعودية أن تكون تجربة مثيرة وجديدة للسياح الصينيين، مع توفير مزيج من الثقافة والتاريخ والتطورات الحديثة للسياحة والفعاليات.

تماشيا مع التوجهات الجديدة لاستهداف السوق السياحي الصيني، هناك عدة عوامل يجب أن تؤخذ في حسبان الجهات المنظمة لإدارة السياحة في السعودية، أهم هذه العوامل هي فهم ثقافة وسمات السائح الصيني الفريدة في السفر والتي تتأثر بالعوامل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، على سبيل المثال يميل السائح الصيني إلى البحث عن تجارب سياحية فريدة وغير تقليدية يفضل فيها زيارة الأماكن التي توفر فرصا لاكتشاف ثقافات جديدة وتجارب مميزة، أضف الى ذلك جانب التسوق الذي يعتبر جزءا مهما من تجربة السفر للسائح الصيني، في الغالب يفضل شراء المنتجات المحلية والهدايا التذكارية، وغالبا ما يبحث عن العلامات التجارية الفاخرة فضلا عن اعتماده بشكل كبير على التكنولوجيا في تخطيط رحلاته وإدارتها.

أما الطعام وما أدارك ما الطعام فهو يعتبر جزءا أساسيا مهم من تجربة السفر للسائح الصيني، يفضل تذوق الأطعمة المحلية، وفي الوقت نفسه قد يبحث أيضا عن المطاعم التي تقدم الأطعمة الصينية التقليدية. ولا نستطيع أن نغفل مسألة الاتصال والتواصل من خلال اللغة التي يمكن أن تكون حاجزا للسائح الصيني، فالكثير منهم يفضلون الوجهات التي توفر خدمات باللغة الصينية أو التي لديها مرشدون سياحيون يتحدثون اللغة الصينية.

هذا السائح الصيني المهووس بالسفر قل ما يميل للسفر بمفرده، فهو يميل إلى السياحة مع المجموعات التي يطلق عليها بالسياحة الجماعية سواء كانت عائلية أو مجموعات سياحية منظمة. السفر الجماعي يوفر لهم الشعور بالأمان والراحة بالإضافة الى احترامهم بشكل كبير للعادات والتقاليد المحلية.

يجنح السائح بشكل عام إلى تفضيله الوجهات السياحية التي توفر عنصر الأمان والنظافة ومقارنة بالسائح الصيني فهي تعتبر من أولوياته إلى حد كبير.

فهم هذه الجوانب يمكن أن يساعد في توفير تجربة سياحية سعودية مميزة للسياح الصينيين، وتعزز لديهم جاذبية الوجهات السياحية في المملكة.

ولو تأملنا بشكل جيد في ميزة السائح الصيني الذي يتنافس على استهدافه معظم الأسواق السياحية في العالم لوجدنا السر يكمن في قدرته الشرائية لإنعاش الأسواق السياحية.

فالقدرة الشرائية للسائح الصيني تعد مرتفعة نسبيا مقارنة بسياح من دول أخرى، وهذا ما يجعلهم فئة مهمة لصناعة السياحة العالمية، بل إن هناك عدة عوامل تساهم في تعزيز القدرة الشرائية للسياح الصينيين أهمها نمو الاقتصاد الصيني الذي شهد نموا كبيرا على مدى العقود الماضية، مما أدى إلى زيادة دخل الفرد وتحسين مستوى المعيشة. هذا النمو الاقتصادي ينعكس بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين الصينيين.

بالإضافة الى زيادة الطبقة المتوسطة، فقد توسعت الطبقة المتوسطة في الصين بشكل كبير، وهي الفئة التي تملك الدخل الكافي للسفر والإنفاق على السياحة، فقد أثبتت الأرقام والإحصائيات العالمية أن السياح الصينيين يشكلون نسبة كبيرة من الإنفاق السياحي العالمي، ففي بعض الوجهات يمكن أن يشكل الإنفاق السياحي الصيني جزءا كبيرا من الدخل السياحي.

ناهيك عن الدراسات التي وضحت أهمية السياحة والتجارة الفاخرة للصينين فقد ينفق السياح الصينيون أموالا كبيرة على شراء المنتجات الفاخرة خلال سفرهم، حيث يعتبرون من أهم عملاء هذه الصناعة. تدفع هذه القدرة الشرائية العالية للسياح الصينيين المملكة العربية السعودية إلى تطوير وتكييف خدماتها السياحية لتلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم، مثل توفير لافتات ومعلومات باللغة الصينية، وتقديم الطعام الصيني في الفنادق والمطاعم علاوة على استثمار منتجات سياحية سعودية في حملات تسويقية موجهة لجذب السياح الصينيين، بما في ذلك التسويق عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي الصينية.

استغلال هذه القدرة الشرائية يمكن أن يحقق فوائد اقتصادية كبيرة للوجهات السياحية حول المملكة، ويساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين الدولتين.

0 تعليق