تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في القطاع الرياضي

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في القطاع الرياضي, اليوم الاثنين 4 أغسطس 2025 10:19 مساءً


تعتبر الرياضات البارالمبية من أهم المنصات التي يمكن أن تبرز قدرات وإمكانيات الأشخاص ذوي الإعاقة، ولضمان أن تظل هذه المنصة متطورة ومؤثرة، من المهم أن تكون أصوات أصحابها هي الأقوى والأكثر سماعا، إن إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في تصميم وصناعة القرار، وفي قيادة وإدارة المؤسسات الرياضية البارالمبية ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة لضمان نمو هذا المجال واستمراريته.

إن مبدأ (لا شيء عننا بدوننا) (Nothing About Us Without Us) الذي استخدمته منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة على مر السنين كجزء من الحركة العالمية لتحقيق المشاركة الكاملة وتكافؤ الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة يعتبر حجر الزاوية في بناء مجتمع عادل وشامل، هذا المبدأ لا يقتصر على الجانب الرياضي فقط، بل يمتد ليشمل القضايا كافة التي تهم الأشخاص ذوي الإعاقة، من الصحة والتعليم إلى البنية التحتية والتوظيف، وعندما يتعلق الأمر بالرياضات البارالمبية، فإن إشراكهم في مراكز صنع القرار يضمن أن السياسات واللوائح تصمم من منظورهم بما يلبي احتياجاتهم وتطلعاتهم بشكل فعلي.

عندما لا يتواجد الأشخاص ذوو الإعاقة من مواقع اتخاذ القرار، فإننا نخسر وجهات نظر مهمة لا يمكن لأحد أن يدركها بالعمق نفسه، إنهم هم الأعرف بالتحديات التي يواجهونها يوميا، بدءا من صعوبة الحصول على المعلومة الصحيحة بسهولة، إلى الوصول إلى المرافق الرياضية المهيأة، إلى الاحتياجات اللوجستية الخاصة بالتدريب والمشاركة في البطولات، إن خبرتهم الحياتية المباشرة تمكنهم من تقديم حلول عملية وفعالة لمشاكل قد لا يفكر فيها الآخرون، إنهم يملكون المعرفة التي يمكن أن توجه مسار الرياضات البارالمبية نحو تحقيق أهدافها بشكل أسهل وأسرع.

إن تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في المواقع القيادية يرسل رسائل مهمة: أن هذه الرياضة ليست «عنهم»، بل «منهم ولهم». هذا التمكين يعزز من ثقة الرياضيين البارالمبيين بأنفسهم وبقدراتهم على تحقيق النجاح ليس فقط في الملعب، بل في المجالات الإدارية والقيادية أيضا، كما أنه يساهم في بناء هيكل رياضي أكثر شمولية وتنوع يعكس الواقع الفعلي لمجتمعنا المتكاتف.

علاوة على ذلك، فإن وجود قادة من الأشخاص ذوي الإعاقة يساهم في أن تكون السياسات واللوائح الرياضية مصممة خصيصا لتلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم، وهذا يحد من اتخاذ قرارات قد تكون جيدة على الورق لكنها غير قابلة للتطبيق على أرض الواقع، بسبب أنهم هم الأقدر على تحديد الاحتياجات ومعرفة الفرص المتاحة وطرق اقتناصها.

لا أعتقد أنه يمكن للرياضات البارالمبية في أي بلد أن تتقدم، وأن تحقق الإنجازات دون مشاركة فعالة وحقيقية من الأشخاص ذوي الإعاقة أنفسهم، إن إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في قيادة الرياضات البارالمبية أمر له أهمية قصوى، فهو يعزز الشمولية والمساواة، ويضمن تمثيلا عادلا لأصواتهم وآرائهم في تطوير الرياضات التي يمارسونها. كما أن وجودهم في مواقع القيادة يؤدي إلى تحسين جودة البرامج المنفذة في هذا القطاع.

F_alQabba@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق