مباشر- دفعت أسهم أشباه الموصلات مؤشر الأسهم القياسي للأسواق الناشئة إلى الانخفاض، إذ أثار تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع الرسوم الجمركية على القطاع، والتحقيق في سرقة أسرار تجارية في شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات، قلق المستثمرين. وتذبذبت أسعار عملات الدول النامية.

انخفض مؤشر MSCI للأسواق الناشئة للأسهم بنسبة 0.2%، حيث أشارت خطوة شركة TSMC إلى مساهمة بنسبة 100% في خسائر المؤشر بناءً على وزنها. في سوق العملات، كانت الأسهم الآسيوية هي الأكثر تراجعًا في الأداء، بينما ارتفع الراند الجنوب أفريقي والبيزو المكسيكي.

إلى جانب شركة TSMC، كان مؤشر الأسهم متوازنًا بين الرابحين والخاسرين. وارتفعت أسهم التجارة الإلكترونية الصينية، بقيادة شركة تينسنت القابضة المحدودة، بينما تكبدت شركات تصنيع الرقائق الكورية خسائر.

يعيد المستثمرون تقييم توقعات أسهم الأسواق الناشئة بعد ارتفاع استمر سبعة أشهر، وهو أطول سلسلة مكاسب منذ عام 2017. وتقوض إجراءات ترامب الجمركية النمو الاقتصادي في العالم النامي، مع ترك عدد كبير من البلدان دون اتفاق، وتهديد بعضها مثل الهند بمستويات عقابية من الرسوم الجمركية.

في حين يظل اقتصاد الاستهلاك في الصين ضعيفا وتستمر التوترات الجيوسياسية، فإن تحسن الرهانات على تخفيف بنك الاحتياطي الفيدرالي لسياساته يوفر خلفية أكثر إيجابية قليلا.

كان التداول ضعيفًا بسبب العطلات الصيفية في نصف الكرة الشمالي. وبحلول الساعة 9:13 صباحًا بتوقيت لندن، كان تداول مؤشر MSCI أقل بنسبة 24% من متوسطه على مدار 30 يومًا.

انخفضت أسهم شركة TSMC بنسبة 2.2% في تايبيه، مسجلةً أكبر خسارة لها منذ 23 يونيو، بعد أن ألقت النيابة العامة القبض على ستة أشخاص يُشتبه في سرقتهم أسرارًا تجارية من الشركة. وقد أدى ذلك إلى فتح تحقيق في خرق محتمل للأمن القومي يتعلق بشركة ركيزة أساسية في صناعة التكنولوجيا العالمية، والتي تُعدّ أكبر مساهم في مكاسب أسهم الأسواق الناشئة هذا العام. وسجلت شركتا سامسونج للإلكترونيات وإس كيه هاينكس انخفاضًا بنسبة 1.6% على الأقل لكل منهما في سيول.

تُلقي سلسلة من الأخبار السلبية بثقلها على قطاع الرقائق. فإلى جانب التحقيق في تايوان ، يترقب المستثمرون أيضًا إجراءات ترامب الإضافية بعد أن صرّح الرئيس بأن الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات أشباه الموصلات ستُعلن "خلال الأسبوع المقبل تقريبًا".

كما أثرت أخبار الأرباح العالمية سلبًا على المعنويات. ففي الولايات المتحدة، تراجع سهم سوبر مايكرو كومبيوتر بعد خفض توقعات مبيعاته، وتراجع سهم جلوبال فاوندريز بعد إخفاقه في تحقيق توقعاته، وحذرت شركة أدفانسد مايكرو ديفايسز من صعوبة التنبؤ بعودتها إلى الصين.

بالنسبة لمراقبي المؤشرات الفنية، تأتي انخفاضات أسهم الأسواق الناشئة بعد أن لامس مؤشر MSCI مستوى 68 على الرسم البياني الشهري لمؤشر الأسعار النسبية، مقتربًا مما يُسمى مستوى ذروة البيع عند 70 الذي سبق عمليات البيع المكثفة السابقة. وقد انخفض المؤشر بنحو 2% عن ذروته في 24 يوليو.

حققت سندات أوكرانيا السيادية الدولارية أكبر مكاسب بين نظرائها على مؤشر بلومبرج للعائد الإجمالي السيادي للأسواق الناشئة. وراقب المستثمرون الخطوات التالية لروسيا في حربها ضدها، حيث درست موسكو تقديم تنازلات، بما في ذلك وقف الغارات الجوية. في غضون ذلك، عيّنت أوكرانيا رئيسًا لمكتب الأمن الاقتصادي، مُلبيةً بذلك طلب صندوق النقد الدولي.

انخفضت قيمة السندات الهندية بالعملة المحلية مع تحول البلاد من كونها قريبة من إبرام صفقة تجارية مع الولايات المتحدة إلى هدف لبعض أشد إجراءات ترامب صرامة، بما في ذلك فرض رسوم جمركية إضافية على شراء النفط من روسيا. وارتفع عائد السندات لأجل عشر سنوات بمقدار 7 نقاط أساس ليصل إلى 6.40%. وارتفعت قيمة الروبية بعد أن أبقى بنك الاحتياطي الهندي أسعار الفائدة دون تغيير، رغم توقعات التضخم الإيجابية.

كان الراند الجنوب أفريقي من بين العملات التي حققت أداءً متفوقًا في سوق العملات، إلى جانب البيزو المكسيكي. ويعود ارتفاع الراند إلى تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي، وفقًا لبيوتر ماتيس ، كبير محللي العملات في شركة إن تاتش كابيتال ماركتس.

قال: "كان الراند المستفيد الرئيسي من تقدير الأسواق الكامل لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه القادم في سبتمبر". تأتي هذه الخطوة في أعقاب "بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية المخيبة للآمال، والضغط السياسي المتصاعد بسرعة من الرئيس ترامب على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي باول لخفض أسعار الفائدة".