تميز الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودي

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تميز الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودي, اليوم الخميس 7 أغسطس 2025 06:19 صباحاً


بناء على تقارير وإحصائيات الهيئة العامة للغذاء والدواء في المملكة العربية السعودية، والتي أوضحت تطورا كبيرا وملحوظا خلال السنوات الماضية في المجالات كافة، حيث عززت مكانتها كجهة تنظيمية رائدة في المنطقة والعالم.

هذا التقدم المستمر عزيزي القارئ، يأتي ضمن إطار الجهود المبذولة لتطوير وتنظيم القطاع الطبي والدوائي والغذائي، والتي تعد من أكثر القطاعات أهمية وتأثيرا على الصحة العامة.

تعتبر الهيئة العامة للغذاء والدواء واحدة من ثلاث هيئات تنظيمية وطنية فقط على مستوى العالم (إلى جانب سنغافورة وكوريا الجنوبية) التي حققت مستوى النضج الرابع (ML4) في تنظيم الأدوية واللقاحات، وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية، وهذا المستوى يمثل أعلى درجات الكفاءة في تصنيف الجهات التنظيمية. إضافة إلى ذلك، أصبحت الهيئة عام 2023 أول عضو عربي في برنامج التعاون الدولي لتفتيش المنتجات الصيدلانية (PIC/S)، وهو إنجاز يعكس الثقة الدولية العالية التي تحظى بها المملكة في مجال الرقابة الدوائية.

وتعمل الهيئة العامة للغذاء والدواء، بشكل وثيق مع عدد من الهيئات العالمية المرموقة، مثل المنتدى الدولي لتنظيم الأجهزة الطبية (IMDRF)، والمجلس الدولي لتنسيق المتطلبات الفنية للمستحضرات الصيدلانية (ICH)، وكودكس أليمنتاريوس لضمان سلامة الأغذية. هذه الشراكات تساهم بشكل واضح في تحقيق التنسيق والتكامل بين الأنظمة والمعايير المحلية والدولية، وتعزز من جودة المنتجات الصحية والغذائية داخل المملكة وخارجها.

وكما توسعت مهام الهيئة بشكل كبير لتشمل مجالات تنظيمية متعددة، تتجاوز دورها التقليدي في اعتماد الأدوية والأجهزة الطبية والأغذية. وخلال مشاركته في قمة الصحة العالمية التي عقدت في الرياض مؤخرا، أكد الدكتور هشام بن سعد الجضعي، الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للغذاء والدواء، على أن دور الهيئات التنظيمية أصبح أكثر شمولا وتأثيرا، وأوضح أن مسؤوليات الهيئة تتجاوز ضمان السلامة والفعالية، لتشمل دعم الابتكار والتقنيات الصحية الحديثة وتنظيم الممارسات الصحية التي تؤثر على جوانب النظام الصحي كافة.

وأحد الجوانب المهمة في هذا الإطار، هو التركيز على تعزيز دور الغذاء في الصحة العامة، وذلك من خلال المبادرات التي تهدف إلى تقليل انتشار الأمراض المزمنة مثل السكري والسمنة، التي تعاني منها المملكة بنسب مرتفعة. من هذا المنطلق، اتخذت الهيئة إجراءات عملية مثل فرض الملصقات الواضحة التي تبين السعرات الحرارية، وتحديد كميات الملح، وتقليل السكر والدهون المتحولة في المنتجات الغذائية.

عزيزي القارئ، هذه المبادرات لا تقتصر على الغذاء فقط، بل تمتد لتشمل دمج تقنيات الصحة الحديثة في الممارسات اليومية للمجتمع، وهو ما يسهم في تعزيز الصحة العامة وتقليل حالات دخول المستشفيات الناتجة عن الأمراض المزمنة.

ومن جانب آخر، فإن الهيئة العامة للغذاء والدواء تلعب دورا حيويا في تحفيز الاستثمار والنمو في القطاعات التي تنظمها، وذلك عبر خلق بيئة تنظيمية آمنة وفعالة تدعم الابتكار وتطوير المنتجات الجديدة. حيث إن تحقيق التوازن بين السلامة والكفاءة وتشجيع الابتكار، لا يساهم فقط في نمو الصناعات الصحية المحلية، بل يساعد أيضا في تعزيز سمعة المملكة كوجهة استثمارية وصحية رائدة على المستوى العالمي.

تبرز أهمية هذه التطورات بشكل واضح في تعزيز مكانة المملكة دوليا وزيادة قدرتها على جذب الاستثمارات العالمية في القطاعات الصحية والغذائية. كما تنعكس هذه الإنجازات إيجابا على الاقتصاد الوطني من خلال فتح فرص استثمارية جديدة وتوفير فرص عمل متميزة للمواطنين، فضلا عن تحسين جودة الحياة الصحية بشكل عام، مما يجعل المملكة نموذجا يحتذى به في مجال تنظيم الرعاية الصحية وسلامة الغذاء والدواء.

وفي الختام عزيزي القارئ، تؤكد هذه الإنجازات الكبيرة والمتواصلة للهيئة العامة للغذاء والدواء على الرؤية الطموحة التي تتبناها المملكة، وهي توفير نظام صحي متقدم يرتكز على أفضل الممارسات العالمية، ويهدف بشكل أساسي إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز صحة وسلامة المجتمع، مع ضمان استمرار الريادة السعودية في القطاعات الصحية على المستوى الإقليمي والعالمي.

nabilalhakamy@

أخبار ذات صلة

0 تعليق