قراءة في مشهد دولي متغير

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قراءة في مشهد دولي متغير, اليوم الاثنين 11 أغسطس 2025 03:19 صباحاً

ما نراه هو مشهد لم تكن تتوقعه إسرائيل ولا أمريكا، وهو مشهد يمثل فرصة لكثير من دول العالم حتى تتخلص من السيطرة الصهيونية.. والهيمنة الأمريكية؛ فالعالم شرقا وغربا يعج بمظاهرات حاشدة ضد إسرائيل.. وقد أصبحت شعوب العالم تراها دولة تعيش على عقيدة التفوق العرقي Racial Superiority

وتمارس الفصل العنصري Apartheid، بينما ترتكب أبشع الجرائم في القانون الدولي: الإبادة الجماعية Genocide... حتى أصبح اثنان من أكبر المسؤولين في حكومة إسرائيل مطلوبين للقبض عليهما في محكمة الجرائم الدولية The International Criminal Court.

وقامت عدة دول هي من أقرب حلفاء أمريكا وإسرائيل بفرض تعليق كامل أو جزئي على صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، ومنها بعض دول الاتحاد الأوروبي: مثل ألمانيا: ثاني أكبر موردي الأسلحة إلى إسرائيل، التي علقت تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وإيطاليا: ثالث أكبر موردي الأسلحة إلى إسرائيل، وكذلك بلجيكا، وهولندا، وإسبانيا، وجميعها دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، وحتى كندا، وبريطانيا التي علقت حوالي 30 ترخيصا لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل،

وجميع الدول السابقة هي دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي NATO، وكذلك مجموعة لاهاي المكونة من 12 دولة، قررت في قمة عقدت في يوليو/تموز 2025 وقف جميع عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل، كما أعلنت تركيا لاحقا أنها ستلتزم بهذه الإجراءات.

وقد اعترفت 147 دولة بفلسطين من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة.

كما أصبح واضحا أن إسرائيل التي طالما تفاخرت بأن جيشها لا يقهر أصبحت عاجزة عن الحرب بمفردها في شريط غزة الضيق، ولا بد لها من المساعدة.

وتبين أن إسرائيل عاجزة حتى عن حماية نفسها من صواريخ انطلقت من اليمن، عدا الصواريخ الإيرانية التي دمرت أهم مراكز إسرائيل العسكرية، كمقر الموساد، ومقر رئاسة الأركان، ومقر وزارة الدفاع، وأهم مركز للأبحاث، وأصابت أهم القواعد الجوية... وكذلك دمرت تلك الصواريخ أهدافا مدنية حساسة، مثل أكبر المطارات، ومصفاة نفط، ومحطة كهرباء، ودمرت عددا لا يحصى من المباني في أكبر المدن الإسرائيلية مثل تل أبيب وحيفا، إلخ.

أما أمريكا، فقد وصلت الديون الأمريكية إلى 37 تريليون دولار ولا تزال الديون في تصاعد، والدولار الأمريكي في تراجع، ويتوقع له أن يستمر في الهبوط في 2025، بينما مجموعة البريكس BRICS ترفض الهيمنة الأمريكية، وهي في صعود مقابل مجموعة الدول السبع G7، التي تمثل أقل 30% من الاقتصاد العالمي.. ولا تمثل في ما بينها سوى 10% من سكان العالم. وفي المقابل، تمثل مجموعة البريكس BRICS ما يعادل 40% من الاقتصاد العالمي، كما تمثل 54.6% من سكان العالم.

وبينما يرفض العالم ما ترتكبه إسرائيل.. يرى أمريكا تدعم جرائمها بلا حساب، حتى فقدت أمريكا أي مصداقية لما تدعيه عن الديمقراطية أو «زعامتها الأخلاقية».. وباختصار: فقدت أمريكا قوتها الناعمة.

كما فقدت ثقة حلفائها: فرأى العالم أن أوكرانيا دخلت الحرب مع روسيا بتحريض أمريكي ووعود أنها سوف تسترجع القرم... وبأنها سوف تنضم إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وتدخل في رخاء اقتصادي لم تشهده من قبل.

فانتهى الأمر بأوكرانيا أن فقدت أكثر من 20% من مساحتها في المناطق التي تحتوي على 80% من الثروة الأوكرانية...

وأن أوكرانيا لن يتم قبولها في حلف شمال الأطلسي.. والأغلب أنه لن يتم قبولها في الاتحاد الأوروبي.. بينما فقدت أوكرانيا مئات الألوف من أبنائها في الحرب،

وأصبحت دولة تعيش على المساعدات.

وفشلت العقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا فشلا ذريعا، بل ازداد نمو الاقتصاد الروسي بعد العقوبات.

وكذلك يشهد العالم صعود الصين المستمر: سياسيا واقتصاديا وعسكريا.. بينما أمريكا في صراع مع حلفائها:

وقد دخل الاتحاد الأوروبي في كساد بسبب تبعيته للسياسة الأمريكية... وأوقفت الحكومة الهندية مشتريات السلاح من أمريكا بعد أن رفع ترامب الجمارك على السلع الهندية.

وفي مقابل كل ذلك نرى ضعف النظام السياسي الأمريكي وعدم وجود قيادة قادرة على الإصلاح الداخلي، بينما تسعى أمريكا للمواجهة والصراع مع منافسيها: تماما كما فعلت بريطانيا عندما بدأ تراجع الإمبراطورية وفضلت الصراع مع منافسيها على الإصلاح الداخلي... وانتهى الأمر بانهيار الإمبراطورية البريطانية.

هذا كله جزء من مشهد يتابعه العالم كله، وهو مشهد له دلالات واضحة، ولن يعود عالمنا كما كان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق