المخدر الصامت يتسلل إلينا

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المخدر الصامت يتسلل إلينا, اليوم الاثنين 11 أغسطس 2025 05:19 صباحاً

في خفاء الظلام، يتسلل مخدر GHB إلى المجتمعات العربية، يستخدم بصمت في الحفلات، ويتحول إلى أداة للجريمة والإدمان دون أن يدرك كثير مدى خطورته، إنه المخدر الصامت، الذي لا وجنائية أثر ظاهر مثل بقية المخدرات التقليدية، لكنه قادر على تدمير حياة من يقع في فخه. فهل نحن مستعدون لمواجهة هذا العدو الخفي؟

أقبل الصيف وانتهت الاختبارات وبدأ الطلاب من الجنسين بالاستمتاع بأيام الإجازة، ومع انطلاق موسم الصيف والإجازات، تتزايد المخاوف من انتشار هذا المخدر بين الشباب، خاصة مع قلة الوعي بمخاطره، وتداوله تحت مسميات خادعة مثل "منشط جنسي" أو "مادة للاسترخاء". وهنا برز السؤال المهم ما هو مخدر الاغتصاب GHB" وما هو استخدامه الأصلي؟!

هو جاما هيدروكسي بيوتريت Gamma Hydroxybutyric ويعرف باختصار GHB ويستخدم في التخدير خلال العمليات الجراحية، ويستخدم كعلاج لحالات الإدمان من الكحول والمخدرات في مراكز علاج الإدمان، كما يستخدم مع مرضى النوم القهري تحت إشراف الطبيب، ويؤدي تناول جرعات الكبيرة من العقار لفقدان الوعي ونوع من فقدان الذاكرة قصيرة المدى، المعروف باسم فقدان الذاكرة التقدمي، هذه الأعراض شجعت كثيرا من المعتدين الجنسيين على استخدامه لتخدير الضحايا وشل حركتهم، وهو ما أكسب العقار شهرته بلقب مخدر الاغتصاب، وعند دمج المخدر مع الكحول أو غيره، قد يكون العقار مميتا. وقد تم استخدامه - للمرة الأولى - في ستينيات القرن الماضي كمخدر في العمليات الجراحية. ونظرا للآثار الجانبية الخطيرة التي يسببها مثل الهذيان والتشنج المفاجئ، ألغت دول كبرى استخدامه. ويفسر الأطباء الحالة التي تكون عليها الفتاة المغتصبة في تأثير المواد مخدر GHB وهي مادة في جسم الأنثى عند زيادة نسبتها تزيد الإثارة الجنسية لديها، حيث يقوم المتهم بوضع مادة الـGHB في مشروب ويقوم بإعطائه لضحيته وبعد نصف ساعة تظهر الأعراض المتمثلة في التحدث بطلاقة والشعور بالانطلاق والضحك والرغبة في الرقص، وبعد ساعتين تشوش أفكارها. ويستمر مفعول المادة المخدرة من 10 إلى 12 ساعة، والذي ينتهي بخمول ونعاس وفقدان القدرة على التحكم العضلي، وبعد استعادة الوعي تشعر بهمدان وتكسير في الجسم لمدة يومين، والأخطر تأثيرات هذه العقاقير المخدرة أنها تساعد في فقدان 90% من الذاكرة الحديثة للمجني عليها، فهي لا تعلم ما حدث لها، مضيفا أن عينات المادة المخدرة تظهر إيجابية عند التحليل للفتاة بعد 4 أو 5 ساعات من خلال تحليل الدم وفي البول من 4 إلى 5 أيام. وفي السعودية كما الحال من الدول، يعتبر استخدام GHB حمض (جاما هيدروكسيبوتيريك) غير قانوني، مثل العديد من المخدرات الأخرى. يندرج هذا المركب ضمن المواد المحظورة، نظرا لتأثيراته المدمرة على الصحة والمجتمع علاوة على ذلك، فإن هناك عقوبات قانونية مشددة ضد الأفراد الذين يشتبه في استخدامهم لهذه المادة أو الذين يروجون لها، وذلك ضمن جهود المملكة للحفاظ على الأمن الصحي والمجتمعي.

والسؤال هنا كيف نحمي مجتمعنا من هذه المصيبة؟!

أولا: زيادة الوعي لدى الأبناء بالمخدر نفسه، وأنها مادة عديمة اللون والرائحة، وتضاف غالبا إلى المشروبات دون أن يلاحظ الضحية، وأن تأثيرها يشمل فقدان الوعي وضعف التحكم في النفس، مما يجعلها خطيرة للغاية، ولا من توضيح أن تعاطيها، سواء بقصد أو دون قصد، له مخاطر وعواقب صحية جنائية.

ثانيا: تعليم وتعلم مهارات حماية الذات، وذلك بعدم ترك المشروبات دون مراقبة سواء في المنزل أو في التجمعات الاجتماعية، تعليمهم دائما أن يحتفظوا بمشروباتهم معهم، وذلك برفض قبول مشروبات مفتوحة إذا عرض عليهم شخص ما مشروبا غير مغلق، عليهم رفضه بأدب كما يمكن استخدام أكواب مزودة بأغطية في الحفلات قدر الإمكان.

ثالثا: تعزيز الوعي الاجتماعي بتوضيح أهمية الانتباه إلى السلوكيات المشبوهة من الآخرين في التجمعات. بتشجيعهم على البقاء مع أصدقاء موثوقين في الأماكن العامة وعدم الانعزال عن المجموعة.

رابعا: تعزيز الثقة والتواصل المفتوح، وذلك بإنشاء بيئة يشعر فيها الأبناء بالراحة للحديث عن أي موقف مريب أو مخاوف، وذلك بتوضيح أنهم يمكنهم دائما اللجوء إليك للحصول على المساعدة دون خوف من اللوم أو العقاب.

خامسا: توضيح العواقب القانونية والاجتماعية، وذلك بمناقشة القوانين التي تتعلق بتعاطي هذا المخدر أو استخدامه ضد الآخرين، وذلك بشرح كيف أن استخدام المخدرات، حتى دون قصد، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة في المستقبل.

ختاما مخدر GHB ليس مجرد مادة كيميائية، بل هو تهديد حقيقي يتسلل إلى المجتمعات العربية، مستغلا الجهل، والفراغ، وضعف الرقابة. في موسم الصيف، حيث تكثر المناسبات، يصبح خطره مضاعفا. إن التصدي لهذا الخطر يتطلب تكامل الجهود بين الأسرة، المدرسة، الإعلام، والسلطات. لا يكفي أن نجرم التعاطي، بل يجب أن نحصن المجتمع بالوعي والمعرفة. المعركة ضد GHB ليست معركة قانونية فقط، بل هي معركة وعي وثقافة ومسؤولية جماعية. فهل نحن مستعدون لحماية أبنائنا من هذا العدو الخفي؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق