أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن تل أبيب بصدد وقف عمليات الإنزال الجوي الإنساني لمنكوبي مدينة غزة خلال الأيام المقبلة، وتقليص وصول شاحنات المساعدات إلى شمال القطاع.

ووفقا للهيئة تأتي هذه الخطوة في إطار الاستعدادات لإجلاء سكان غزة نحو الجنوب في إطار خطة إسرائيل للسيطرة على المدينة.

جاء ذلك غداة إعلان الجيش الإسرائيلي مدينة غزة «منطقة قتال خطرة» وبدء تنفيذ «العمليات التمهيدية» للسيطرة على كبرى مدن القطاع الفلسطيني بعد سنتين تقريبا على بدء الحرب المدمرة عليه.

وقد نددت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش بخطط إسرائيل لإخلاء مدينة غزة من سكانها تمهيدا للسيطرة العسكرية عليها، مؤكدة أنه من «المستحيل تنفيذ عملية إجلاء جماعية بصورة آمنة». وقالت سبولياريتش في بيان أمس: «من المستحيل تنفيذ إجلاء جماعي لسكان مدينة غزة بطريقة آمنة وكريمة في ظل الظروف الحالية»، واصفة خطط الإجلاء بأنها «ليست غير قابلة للتنفيذ فحسب بل لا يمكن فهمها». وأضافت ان «عملية إجلاء كهذه ستؤدي إلى حركة انتقال سكان هائلة لا يمكن لأي منطقة في قطاع غزة استيعابها نظرا إلى حجم الدمار اللاحق بالمنشآت المدنية والنقص الحاد في الأغذية والمياه والملاجئ والرعاية الطبية».

في الغضون، أكد الاتحاد الأوروبي إنه لا يمكن تحمل الوضع الراهن في غزة، مشيرا إلى أنه لو كان القتال في القطاع حلا لانتهت الحرب منذ وقت طويل. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد كايا كالاس عقب اجتماع لوزراء خارجية التكتل في كوبنهاغن أمس إن عدة دول أوروبية اتخذت إجراءات جدية ضد إسرائيل لكنها نوها إلى دول الاتحاد منقسمة بشأن اتخاذ عقوبات ضد تل أبيب. وشددت على أن المفوضية الأوروبية اقترحت تعليق التمويلات الأوروبية لشركات إسرائيلية «إلا أن حتى هذا الإجراء المتساهل نسبيا» لم تتفق عليه الدول الـ 27 الأعضاء بسبب الانقسامات.

في هذه الأثناء، قال مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني إنه: وقت العمل والشجاعة والإرادة السياسية لإنهاء هذا الجحيم على الأرض في غزة.

ميدانيا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، وفاة 10 أشخاص، بينهم 3 أطفال بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع خلال 24 ساعة.

من جهتها، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية مقتل جندي إسرائيلي برصاص قناص وإصابة 11 آخرين في كمينين منفصلين في غزة أمس.

بدورها، نشرت كتائب (القسام) الجناح العسكري لحركة (حماس) على حسابها على تطبيق (تليغرام) صورة لجندي إسرائيلي أثناء أسره كتب عليها «نذكر من ينسى الموت أو الأسر».

إلى ذلك، أعلن الحوثيون في اليمن مقتل «رئيس حكومتهم» أحمد غالب الرهوي، وعدد من أعضاء «الحكومة»، نتيجة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع للميلشيات في العاصمة صنعاء، يوم الخميس الماضي.

ونقلت قناة «العربية» الفضائية عن ميليشيات الحوثي قولها في بيان أمس أن إسرائيل «استهدفت رئيس الحكومة وعددا من الوزراء خلال ورشة عمل اعتيادية كانت تقيمها الحكومة لتقييم نشاطها وأدائها خلال عام من عملها»، في العاصمة صنعاء. وأضافت أن «عددا من الوزراء أصيب بجروح متوسطة وخطيرة، وهم تحت العناية الصحية»، دون أن تحدد عددهم الدقيق.

وذكرت «العربية» نقلا عن مصادر لم تكشف هويتها، القول إنه من بين مسؤولي حكومة الحوثيين الذين قتلوا خلال الغارات الإسرائيلية الأخيرة، «وزراء»: الإعلام، والتعليم، والصناعة، اضافة إلى نائبي رئيس الوزراء، ونائب وزير الداخلية، ومسؤول العمليات الحربية للميليشيات.

دعت واشنطن للتراجع عن قرارها بعدم منح تأشيرات لوفد فلسطين المشارك في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة

اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية بشأن غزة: إضعاف السلطة الفلسطينية سيقوّض جهود السلام

أعربت اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية بشأن غزة عن أسفها العميق إزاء قرار وزارة الخارجية الأميركية بعدم منح تأشيرات الدخول لوفد دولة فلسطين المشارك في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة المزمع عقدها في نيويورك خلال شهر سبتمبر المقبل.

ودعت اللجنة في بيان لها نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، الإدارة الأميركية إلى إعادة النظر في هذا القرار والتراجع عنه، مؤكدة أهمية احترام الالتزامات بموجب اتفاقية مقر الأمم المتحدة، وإتاحة الفرصة للحوار والديبلوماسية، والبناء على المواقف الإيجابية للسلطة الوطنية الفلسطينية والتزامها الراسخ بخيار السلام الإستراتيجي.

وشددت اللجنة على ضرورة دعم السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس محمود عباس في المضي قدما ببرنامج الحكومة الإصلاحي والالتزامات التي جدد التأكيد عليها أمام قادة الدول دعما للسلام ومواجهة العنف والتطرف والإرهاب، في ظل الظرف الصعب الراهن الذي يشهد تصعيدا غير مسبوق ضد الشعب الفلسطيني، محذرة من أن «إضعاف السلطة الفلسطينية سيقوض جهود السلام ويديم الصراع».