انطلقت في مدينة تيانجين بالصين أمس، قمة منظمة شنغهاي للتعاون، بحضور ومشاركة رؤساء دول وحكومات من حوالى عشرين بلدا، اضافة إلى ممثلين لنحو عشر منظمات دولية.
وتشهد القمة التي تحتضنها على مدى يومين هذه المدينة الساحلية الكبيرة التي تمثل رمزا للتنمية الاقتصادية في الصين، مناقشات معمقة حول قضايا: الأمن الإقليمي، والحوكمة الرقمية، وتعزيز التوازن الدولي، والتنمية المستدامة، إلى جانب التوسع الجغرافي للمنظمة، بما يعزز دورها كمنصة متعددة الأطراف لبلورة حلول جماعية للتحديات الإقليمية والدولية.
وتقدم الرئيس الصيني شي جينبينغ، مراسم افتتاح القمة، بحضور قادة روسيا والهند وإيران وتركيا وعشرين بلدا آخر في منطقة أوراسيا، مدشنا أعمال القمة التي تستهدف قديم نموذج جديد للعلاقات الدولية، في وقت تحتدم التوترات الجيوستراتيجية والاقتصادية.
وتخضع قمة منظمة شنغهاي للتعاون لتدابير أمنية وعسكرية مشددة، حيث نشرت مركبات مصفحة في بعض الشوارع وقطعت الحركة المرورية في أجزاء كبيرة من مدينة تيانجين ونشرت لافتات بعدة لغات تشيد بـ «الثقة المتبادلة» بين الدول الأعضاء في المنظمة.
وتعد هذه القمة الأكثر أهمية للمنظمة منذ إنشائها في عام 2001، حيث تعقد في ظل أزمات متعددة تطال أعضاءها بصورة مباشرة، من المواجهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين والهند إلى الحرب الروسية على أوكرانيا، مرورا بالملف النووي الإيراني.
وتضم منظمة شنغهاي للتعاون 10 دول أعضاء و16 دولة بصفة مراقب أو شريك، وتمثل قرابة نصف سكان العالم و23.5% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وتضم بلدانها كميات كبيرة من مصادر الطاقة.
وعلى هامش أعمال قمة شنغهاي للتعاون، عقد الرئيس الصيني شي جينبينغ، سلسلة من اللقاءات الثنائية، ومن ابرز الزعماء والقادة الذين التقاهم أمس: الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب اردوغان، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
ودعي بعض القادة، لتمديد إقامتهم حتى الثالث من سبتمبر الجاري، لحضور عرض عسكري ضخم في بكين احتفالا بالذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية.
وخلال لقائه مع رئيس الوزراء الهندي، شدد شي جينبينغ على أهمية التعاون بين البلدين اللذين يمثلان معا 2.8 مليار نسمة في شراكة سماها الرئيس الصيني «رقصة التنين والفيل».
وتطرق الجانبان إلى «التقدم المطرد» الذي أحرز منذ العام الماضي على مستوى العلاقات الثنائية، و«أجواء السلم والاستقرار السائدة راهنا» بين بكين ونيودلهي.
0 تعليق