شريف حمدي
تواصل بورصة الكويت مسارها الإيجابي خلال عام 2025، محققة أداء لافتا على مختلف المستويات، إذ ارتفعت القيمة السوقية منذ بداية العام بأكثر من 7.5 مليارات دينار لتبلغ بنهاية أغسطس نحو 50.78 مليار دينار، مدفوعة بزخم شرائي واضح شمل الأسهم القيادية والمتوسطة والصغيرة في قطاعات متنوعة، ويعكس هذا الأداء المتصاعد ثقة المستثمرين المحليين والأجانب في السوق الكويتي المدعوم ببيئة اقتصادية محفزة ونتائج تشغيلية قوية للشركات المدرجة.
وقد انعكس هذا الزخم التشغيلي في مؤشرات السوق، حيث أنهى المؤشر الرئيسي تعاملات أغسطس على ارتفاع بنسبة 2.7% ليغلق عند 7823 نقطة مقابل 7613 نقطة في نهاية يوليو، بدعم من الإقبال الشرائي على الأسهم المتوسطة والصغيرة. في المقابل، شهد مؤشر السوق الأول ضغوط بيع لجني الأرباح أدت إلى تراجعه بنسبة 2.2% إلى 9087 نقطة، فيما انخفض المؤشر العام بنسبة 1.4% ليغلق عند 8499 نقطة.
الأرباح والتوزيعات النقدية
ساهم تحسن النتائج المالية للبنوك والشركات المدرجة خلال النصف الأول من العام، إلى جانب قيام 8 شركات بتوزيع أرباح نقدية وشركتين بتوزيع أسهم منحة مجانية، في تعزيز الزخم الإيجابي للسوق خلال الفترة الماضية، فعلى صعيد الأرباح، أظهرت النتائج المعلنة للنصف الأول تحقيق الشركات المدرجة أرباحا إجمالية قدرها 1.24 مليار دينار، استحوذ القطاع المصرفي على النصيب الأكبر منها بواقع 882 مليون دينار تمثل 71% من الإجمالي، ما عزز التوزيعات النصفية المجزية للبنوك والشركات التشغيلية الكبرى، وأسهم في رفع مستويات الثقة بالسوق.
وبحسب بيانات أعدتها «الأنباء»، شهد النصف الأول من العام توزيعات نقدية بلغت 265 مليون دينار وزعتها 8 شركات وبنوك كبرى، إلى جانب منح أسهم مجانية من شركتين، ما يعكس التزام الشركات بمكافأة مساهميها في ظل النمو التشغيلي المحقق.
وامتد الأداء الإيجابي منذ بداية العام إلى جميع مؤشرات السوق، إذ ارتفع مؤشر السوق الأول بنسبة 17.2% بما يعادل أكثر من 1348 نقطة، وصعد المؤشر العام بنسبة 14.8% بأكثر من 1093 نقطة، فيما حقق مؤشر السوق الرئيسي 50 نموا بنسبة 6.1% بزيادة قدرها 414 نقطة.
توازن في الأداء خلال أغسطس
ورغم تراجع السيولة في أغسطس إلى نحو 2 مليار دينار مقارنة بـ2.4 مليار دينار في يوليو، وانخفاض حجم التداول بنسبة 36% إلى نحو 9.1 مليارات سهم، فإن السوق واصل الحفاظ على مستويات مرتفعة من النشاط والسيولة، بدعم من استمرار اهتمام المستثمرين المحليين والدوليين بالفرص الاستثمارية المجدية في البنوك والشركات التشغيلية الكبرى.
وتشير المؤشرات إلى أن بورصة الكويت تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق مزيد من الجاذبية الاستثمارية في الفترة المتبقية من عام 2025، مستفيدة من: نمو الأرباح التشغيلية، التوزيعات النقدية المجزية، تحسن مستويات السيولة، ومع استمرار الزخم الشرائي على الأسهم التشغيلية والمتوسطة، يترقب المستثمرون مزيدا من المكاسب خلال الربعين الثالث والرابع، في حال استمر تدفق السيولة المؤسسية وارتفاع شهية المستثمرين نحو السوق المحلي.
0 تعليق