حذر صندوق النقد والبنك الدوليين من أن الحرب في غزة والتصعيد الإقليمي المرتبط بها الذي يؤثر على حركة الشحن في البحر الأحمر المؤدي إلى قناة السويس، يشكلان تهديدا للاقتصاد العالمي.
وأوضحت كريستالينا جورجييفا مديرة صندوق النقد أن الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس منذ السابع من أكتوبر، أضرت بالفعل باقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، معربة عن خشيتها من أن تنعكس آثارها غير المباشرة على الاقتصاد العالمي إذا طال أمد القتال.
وقالت جورجييفا خلال القمة العالمية للحكومات (تجمع سنوي لقادة دول ورجال أعمال في دبي) "أخشى أكثر من أي وقت مضى أن يطول أمد النزاع لأنه إذا استمرّ، فإن خطر توسعه سيزيد".
وأضافت: "نشهد الآن في قناة السويس على خطر توسعه"، في إشارة إلى هجمات المتمردين الحوثيين في اليمن على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب التي تؤثر على حركة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمر عبرها 12% من التجارة العالمية.
وحذرت من أن إذا كانت هناك "عواقب أخرى فيما يتعلق بمكان القتال، فقد يكون الأمر أكثر إشكالية بالنسبة للعالم ككل".
من جانبه، قال أجاي بانجا رئيس البنك الدولي في معرض حديثه أيضا خلال القمة، إن "ما يحدث في غزة إضافة إلى التحديات في البحر الأحمر من بين أكبر التحديات التي تواجه آفاق الاقتصاد العالمي.
وأكد أن "عندما تضاف هذه المتغيرات إلى ما يتبين بالفعل أنه ربما يكون أقل معدل نمو خلال الـ55 سنة الماضية.. فهذا أمر يجب أن نراقبه عن كثب".
وأواخر الشهر الماضي، أعلنت منظّمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد) أن حجم التجارة عبر قناة السويس انخفض بنسبة 42% في يناير وديسمبر.
ومنذ 19 نوفمبر ينفذ الحوثيون هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها، ويقولون إن ذلك يأتي دعما لقطاع غزة الذي يشهد حربا بين حركة حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر.
ولمحاولة ردعهم، شنت القوات الأمريكية والبريطانية موجات ضربات على مواقع تابعة لهم في اليمن منذ 12 يناير الماضي، وينفذ الجيش الأمريكي وحده بين حين وآخر ضربات على صواريخ يقول إنها معدّة للإطلاق.
وإثر الضربات الغربية، بدأ الحوثيون استهداف السفن الأمريكية والبريطانية في المنطقة معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت "أهدافا مشروعة".
0 تعليق