تحقيق لـ"الغارديان" يكشف عن سجن إسرائيلي تحت الأرض يُحتجز فيه فلسطينيون في ظروف مروعة

دنيا الوطن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تحقيق لـ"الغارديان" يكشف عن سجن إسرائيلي تحت الأرض يُحتجز فيه فلسطينيون في ظروف مروعة, اليوم السبت 8 نوفمبر 2025 06:30 مساءً

رام الله - دنيا الوطن
كشف تحقيق استقصائي لصحيفة "الغارديان" البريطانية عن وجود سجن إسرائيلي سري تحت الأرض يُحتجز فيه عشرات الفلسطينيين من قطاع غزة في ظروف وُصفت بأنها "قاسية وغير إنسانية"، وسط حرمان تام من الضوء الطبيعي والغذاء الكافي والتواصل مع العالم الخارجي.

وأوضح التحقيق أن السجن، الواقع في مجمع "راكيفيت" وهو اسم عبري يعني "زهرة السيكلامن"، يخضع لإشراف مصلحة السجون الإسرائيلية، ويُعد من أكثر المرافق عزلة وسرية في منظومة الاعتقال الإسرائيلية. وقد أُعيد فتحه بعد إغلاق دام عقودًا، بقرار من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، عقب هجمات السابع من أكتوبر 2023.

وأفادت الصحيفة بأن المنشأة صُممت في ثمانينيات القرن الماضي لاحتجاز عدد محدود من السجناء ذوي الخطورة العالية، لا يتجاوز 15 شخصًا، لكنها تستوعب اليوم نحو 100 معتقل فلسطيني، معظمهم من قطاع غزة، في زنازين ضيقة بلا نوافذ أو تهوية. وأكد التحقيق أن النزلاء محرومون من التعرض لأشعة الشمس أو الهواء الطلق منذ أشهر طويلة.

ونقلت "الغارديان" عن محامين من اللجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل (PCATI) قولهم إن ظروف الاحتجاز في "راكيفيت" تنتهك القانون الدولي الإنساني وتصل إلى مستوى التعذيب والمعاملة المهينة. وأشار المحامون إلى أن بعض المعتقلين، بينهم ممرض وبائع مأكولات، تعرضوا للضرب المبرح، والهجمات المتكررة من كلاب بوليسية مدربة، إضافة إلى حرمانهم من الرعاية الطبية.

وأكدت شهادات من داخل السجن أن بعض الزنازين تضم ثلاثة أو أربعة معتقلين في مساحة صغيرة جدًا، ما يسبب شعورًا دائمًا بالاختناق وصعوبات في التنفس. كما يعاني السجناء من نقص حاد في الطعام والماء، إلى جانب العزلة التامة عن ذويهم ومحاميهم.

من جانبها، حذّرت خبيرة الصحة النفسية الدكتورة شتاينر من أن الاحتجاز لفترات طويلة دون تعرّض للضوء الطبيعي يؤدي إلى اضطرابات عقلية حادة، وفقدان التوازن الذهني، فيما تؤكد التقارير الطبية أن غياب أشعة الشمس يسبب نقصًا حادًا في فيتامين D وضعفًا في المناعة واضطرابات مزمنة في النوم والتنفس.

وأشار التحقيق إلى أن الانتهاكات في "راكيفيت" ليست معزولة، بل تمثل جزءًا من نهج ممنهج في معاملة الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، حيث يُحتجز المئات منهم دون توجيه تهم أو محاكمة في إطار ما يوصف بـ"الاعتقال الإداري".

ولم تصدر مصلحة السجون الإسرائيلية أي تعليق على ما ورد في التحقيق، كما امتنعت عن الكشف عن عدد المعتقلين أو أوضاعهم الصحية والقانونية.

وحذر التقرير في ختامه من أن سياسة الاحتجاز القاسية بحق الفلسطينيين قد تُفاقم مشاعر الغضب وتُغذي دائرة العنف، بما يهدد بتقويض أي فرص مستقبلية لتحقيق السلام أو الاستقرار في المنطقة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق