نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عزنا في طبعنا: سيرة وطن شامخ وراية لا تنحني, اليوم الاثنين 22 سبتمبر 2025 08:05 مساءً
اليوم الوطني ليس يوما عاديا في تاريخ هذه البلاد المباركة، بل هو موعد مع ذاكرة مليئة بالبطولات، وصفحات من المجد تقرأ بفخر، ومسيرة طويلة لا تزال تكتب بسواعد أبنائها، خمسة وتسعون عاما مضت منذ أن وحد الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه هذه الأرض، وجعلها وطنا واحدا، يجمع شتات القبائل والمناطق تحت راية واحدة، فصار لنا بيتا واسعا، وأرضا آمنة، وهوية راسخة.
وشعار هذا العام «عزنا في طبعنا» ليس مجرد كلمات، بل هو شهادة على أن قوتنا ليست في مظاهرنا، بل في جوهرنا، في أصالة الطبع الذي ورثناه جيلا بعد جيل، في كرم اليد، ونقاء القلب، وصدق الموقف، وفي شجاعة لا تقاس بالأعداد بل بالمواقف، وفي حلم لا تحده حدود.
كل وطن له ما يميزه، لكن سر هذا الوطن هو طباعه، طباع الصبر في الشدائد، والوفاء في العهود، والكرامة في المواقف، نحن أبناء صحراء صقلت الرجال، وأبناء بحر علمنا الصمود، وأبناء جبال غرست فينا الثبات، طباعنا لا تشترى ولا تستعار، إنها تولد معنا وتكبر بنا، وهي التي جعلتنا بعد فضل الله وكرمه، ننهض من صحراء بسيطة إلى دولة عصرية تتصدر العالم في شتى المجالات.
الأصالة عندنا ليست شعارات نرفعها، بل حياة نعيشها. هي في لهجتنا، في شعرنا، في مجالسنا، في بيوتنا التي تفتح أبوابها للضيف، في أغانينا الشعبية، وفي أمثالنا التي تحفظ الحكمة. الأصالة هي ما جعلت العالم ينظر إلينا بإعجاب: أمة تمسك تراثها بيد، وتمتد باليد الأخرى إلى المستقبل. نحن لا نخجل من ماضينا، بل نحمله وساما على صدورنا، ونقول بفخر: من يعرف أصله يعرف طريقه.
قبل أيام، السعوديون البدو أثبتوا أن الأصالة تصنع المجد، من عمق الصحراء إلى قلب فيغاس، عزنا الحقيقي أننا نحمل ماضينا فخرا ونعيشه حاضرا قوة وانتصارا.
قالها المستشار (تركي آل الشيخ) بتصريحه الشهير في فيغاس «البدو جابوا راسلمينيا». وبعدها بيوم انتصر الملاكم السعودي البطل (محمد العقل) على خصمه الأمريكي قائلا «الحمد لله البدو فازوا بفيغاس».
في كل زاوية من هذا الوطن، ترى طموحا يتحرك، الطموح عندنا ليس أحلاما تقال، بل مشاريع تنجز، من الصحارى خرجت مدن ذكية، ومن الرمال قامت جامعات، ومن البادية انطلقت عقول تنافس في العلوم والتقنية، الطموح جعلنا لا نقف عند ما تحقق، بل نواصل التطلع إلى الأعلى، وكأن جبل طويق لم يكن إلا رمزا لما نحن عليه: ثابتون في القمة، وطامحون للمزيد.
الوحدة التي نعيشها اليوم ما كانت لتستمر لولا فضل الله علينا، ثم طبع أصيل فينا: الفزعة. نحن لا نترك بعضنا عند الشدائد، بل نكون سندا وقوة، نصرة ووفاء. الفزعة ليست فقط بين أبناء القبيلة، بل بين أبناء الوطن كله، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، ندرك أن قوتنا في تلاحمنا، وأن «الفزعة» هي سر وحدتنا منذ أن رفع المؤسس راية التوحيد وحتى اليوم.
من يدخل أرضنا يعرف أن الكرم ليس عادة عابرة، بل سلوك يومي، لا غريب يمر دون أن يجد مكانا يكرمه، ولا محتاج يطرق بابا إلا وجده مفتوحا، الكرم عندنا يمارس بالفطرة: في المجلس، في الطريق، في الديوان، وحتى في قلب الطفل الذي يشارك بما لديه، هو صورة لروح وطنية نقية تشعر كل من يزورنا أنه بين أهله وأحبابه.
وإذا كان الكرم صفة، فالجود موقف، الجود هو أن تعطي قبل أن يطلب منك، وأن تبادر بالعطاء وكأنك أنت المستفيد. هذا الوطن قدم للعالم ما لا يحصى من مساعدات، بنى مدارس في أفريقيا، وحفر آبارا في آسيا، وأغاث منكوبين في كل قارة، جودنا هو الذي جعل اسم السعودية مرتبطا بالخير أينما ذكر، وجعل العطاء جزءا من صورتنا العالمية.
ولعل أعظم ما يميز حاضرنا هو رؤية 2030، رؤية تحمل في جوهرها معنى «عزنا في طبعنا»، حيث تتلاقى الأصالة مع الحداثة، والطموح مع العمل، والتاريخ مع المستقبل. هذه الرؤية ليست ورقا مكتوبا، بل واقع نعيشه: مدن تنبض بالحياة، اقتصاد متنوع، تعليم متطور، وسياحة تجعل العالم كله يأتينا. الرؤية هي عزنا الجديد، هي مرآة طباعنا: أصالة تتجدد، طموح لا يهدأ، وإصرار لا يعرف المستحيل.
وفي اليوم الوطني الخامس والتسعين، نقول للعالم: نحن أبناء وطن عزته في طباعه، قوته في وحدته، أصالته في تراثه، كرامته في فزعته، نباهي بكرمنا وجودنا، ونفاخر برؤيتنا وطموحنا. وطن لم يعرف الانكسار يوما، لأنه دائما ينهض من أرضه أقوى، ويقف على قممه أعلى، ويمضي في مساره أوفى.
كل عام والسعودية وطن لا يشبه إلا نفسه، وطن العز في طباعه، والمجد في مسيرته.
0 تعليق