اليوم الوطني 95: عزنا في طبعنا.. وطبعنا القمة

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اليوم الوطني 95: عزنا في طبعنا.. وطبعنا القمة, اليوم الاثنين 22 سبتمبر 2025 08:05 مساءً

يومنا الوطني الخامس والتسعون يحمل شعار «عزنا بطبعنا»، وهو شعار يعبر بعمق عن روح الأصالة والانتماء التي تميز المملكة العربية السعودية طوال تاريخها العريق. فإن هذا اليوم ليس مجرد مناسبة عابرة بل محطة نستحضر فيها إنجازات كبرى تحققت على أرض هذا الوطن المبارك، ونستشرف آفاق مستقبل زاهر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله.

إن ملحمة التوحيد التي قادها الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - تجسد ملحمة كفاح عظيمة، واستردادا لمجد الأجداد، وتأسيسا لدولة حديثة تقوم على أسس راسخة من العقيدة الإسلامية والقيم العربية الأصيلة.

ففي الخامس من شوال عام 1319هـ، الموافق 15 يناير 1902م، تمكن الملك عبد العزيز من استعادة مدينة الرياض، لتبدأ منها مسيرة كفاح طويلة استمرت أكثر من ثلاثين عاما. واجه خلالها تحديات جسيمة من أجل توحيد الوطن تحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله».

لقد مثلت مسيرة التوحيد أنموذجا فريدا للقيادة الحكيمة والإرادة الصلبة، حيث عمل الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - على لم الشمل وترسيخ قيم العدل والأمن، مما مهد الطريق لإعلان قيام المملكة العربية السعودية عام 1351هـ الموافق 1932م. وقد وضع المؤسس الأسس المتينة لدولة تقوم على تطبيق شريعة الله، وتؤمن بدورها الريادي على الساحة العالمية. لقد كان الملك عبد العزيز قائدا محنكا، أدرك أهمية الموازنة بين الأصالة والمعاصرة محافظا على تراث الأجداد، ومنفتحا في الوقت ذاته على متطلبات العصر الحديث.

وواصل أبناء الملك عبد العزيز البررة من بعده مسيرة البناء والتطوير بكل حكمة وتصميم. وتشهد المملكة العربية السعودية اليوم، تحت القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، نقلة تاريخية غير مسبوقة، تتجلى في رؤية المملكة 2030 التي تشكل خارطة طريق استراتيجية شاملة تهدف إلى بناء اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي ووطن طموح.

وتجسدت رؤية المملكة 2030 واقعا معاشا في حياة كل مواطن سعودي ومقيم على أرض هذا الوطن المعطاء، حيث أصبحت نهجا متكاملا لتحسين جودة الحياة في جميع القطاعات. ونجحت الرؤية في تنويع مصادر الدخل من خلال إطلاق قطاعات واعدة مثل السياحة والترفيه والطاقة المتجددة والصناعات الثقافية، وإقامة مشاريع عملاقة مثل «نيوم» و»القدية» و»مشروع البحر الأحمر» التي تحولت من خطط طموحة إلى حقائق ملموسة تجذب الاستثمارات العالمية وتوفر آلاف الفرص الوظيفية للشباب الواعد.

كما أولت الرؤية اهتماما كبيرا لتمكين القطاع غير الربحي والقطاع الخاص، مما عزز روح المبادرة والإبداع وساهم في بناء اقتصاد معرفي متين، يجسد عزم المملكة على مواصلة مسيرة التطوير والريادة نحو مستقبل أكثر إشراقا.

وتحقق المملكة العربية السعودية قفزة نوعية في مجال جودة الحياة، حيث تشهد مدنها تحولا لافتا إلى مساحات حيوية متكاملة، تزخر بالحدائق العامة والمتنزهات الحديثة، وفعاليات ثقافية وترفيهية على مدار العام، مما يعزز مشاعر السعادة والرفاهية الاجتماعية.

ويبرز قطاع التعليم كأحد أبرز مظاهر هذا التطور، حيث يشهد - إلى جانب قطاعات الصحة والخدمات البلدية والقروية - نقلة استثنائية تجسد رؤية القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين أيدهما الله.

فقد أصبح التعليم ركيزة أساسية للتنمية المستدامة وبناء الإنسان، وهو ما تجلى بوضوح في رؤية المملكة 2030 التي أولت القطاع التعليمي اهتماما استثنائيا وموازنات غير مسبوقة، وجعلته محركا رئيسيا لتحقيق الطموحات الوطنية وبناء اقتصاد معرفي متين.

حيث شهد التعليم في المملكة العربية السعودية تطورا متسارعا منذ بداياته النظامية مع تأسيس مديرية المعارف عام 1344هـ، التي تحولت لاحقا إلى وزارة المعارف عام 1373هـ. ومرت الرحلة التعليمية بتحولات جذرية شملت التوسع في إنشاء المدارس والجامعات، وصولا إلى تطوير البنية التحتية الرقمية والتحول الذكي.

وتمكنت المملكة من تحقيق قفزة كمية ونوعية، حيث تجاوز عدد الطلاب 6 ملايين طالب وطالبة، ووصل عدد المدارس إلى أكثر من 33 ألف مدرسة، إضافة إلى إنشاء جامعات رائدة مثل جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.

كما أولت الدولة اهتماما خاصا بالتعليم التقني والبحث العلمي، ودمج التقنية في العملية التعليمية، وإطلاق برنامج الابتعاث الخارجي الذي أسهم في إعداد الكوادر الوطنية.

وتعد النقلة النوعية في تعليم المرأة السعودية من أبرز ملامح التطور التعليمي، حيث حظي هذا المجال بدعم غير محدود من لدن القيادة الرشيدة. فقد تحولت المرأة من مجرد متلقية للعلم إلى شريك فاعل في صناعة العملية التعليمية، حيث برزت كأستاذة وباحثة وقيادية تربوية ومشاركة في سوق العمل.

وبجانب ذلك شهد النظام التعليمي في المملكة العربية السعودية تحولا رقميا متقدما، أثبت من خلاله كفاءة ملحوظة في التعامل مع المتغيرات الطارئة. فلم يعد التعليم مقتصرا على القاعات الدراسية التقليدية، بل امتد ليشمل منصات الكترونية تفاعلية متطورة تدعم أنماط التعليم المتزامن وغير المتزامن، مما وسع فرص التعلم وجعلها متاحة للجميع بكل مرونة، في أي زمان ومكان.

كما حرصت القيادة الحكيمة على تعزيز البحث العلمي والابتكار من خلال زيادة ميزانية البحث والتطوير بشكل ملحوظ، وتشجيع الجامعات على إنشاء مراكز متخصصة للبحوث التطبيقية التي تخدم القطاعات الحيوية في الاقتصاد الوطني، تماشيا مع متطلبات رؤية المملكة 2030 الطموحة. لقد تحولت المدارس والجامعات السعودية إلى فضاءات للإبداع والابتكار والتميز. كما حظيت مشاريع الطلاب المبتكرة برعاية كبيرة من خلال المشاركات في المسابقات والملتقيات العلمية الداخلية والخارجية، مما عزز روح الابتكار والعمل الجماعي لدى الشباب. وأصبحت مخرجات التعليم أجيالا قادرة على تحمل مسؤولية بناء الوطن والمنافسة العالمية.

وأولت الدولة - أيدها الله - اهتماما استثنائيا بالتعليم التقني والمهني كرافد أساسي للتنمية الاقتصادية، حيث أنشأت كليات تقنية متخصصة تلبي احتياجات سوق العمل في قطاعات النفط والغاز وتقنية المعلومات والصناعات التحويلية.

ويعد برنامج تنمية القدرات البشرية دعامة أساسية لتحقيق الرؤية الوطنية، حيث يتبنى استراتيجية متكاملة لاستثمار الطاقات الوطنية. ويركز البرنامج على تحقيق التوافق بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل مع تعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال وتطوير المهارات بشكل مستمر لتواكب متطلبات العصر وبناء اقتصاد معرفي متقدم تقوده كفاءات وطنية قادرة على المنافسة العالمية انسجاما مع توجهات المملكة نحو تحقيق تنمية شاملة ومستدامة.

ولا يخفى عليك عزيزي القارئ أن تطوير جميع القطاعات ومنها التعليم، لم يكن وليد الصدفة بل جاء نتيجة تخطيط استراتيجي طويل الأمد، وإرادة سياسية حازمة واستثمار ضخم في البنية التحتية والموارد البشرية.

أيها السيدات والسادة إن يومنا الوطني يمثل يوما نستلهم فيه معاني العزة والفخر والمجد المستمد من إرث أجدادنا التليد، وإنجازات حاضرنا الزاخر، وطموحات مستقبلنا الواعد.

فهو يوم يجسد عزيمة أمة تقودها حكمة القيادة، وترفدها أصالة العروبة، وتسمو بها قيم الإسلام الوسطي، ويقويها اقتصاد مزدهر ومجتمع حيوي متلاحم.

في هذا اليوم المجيد، نرفع أسمى آيات التهاني للوطن، ونستذكر بطولات المؤسس وروح العصر التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله. إنه يوم نجدد فيه العهد والولاء والانتماء ونؤكد السمع والطاعة لقيادتنا الحكيمة، التي تسير بنا نحو آفاق التميز والريادة، ليظل الوطن والمواطن دائما في الصدارة.

دام عزك يا موطني يا وطن الشموخ ويا رمز الوفاء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق