نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
يدبر الله لك ما لن تتخيل قدر لطائفه!, اليوم الاثنين 28 يوليو 2025 11:18 مساءً
عندما تواجهنا في الحياة مواقف نتعرض فيها للهجوم المباغت حيث لا نستطيع أن نرد بسرعة لأن أذهاننا لا تكون حاضرة بينما أذهان الآخرين تكون قادرة على مفاجأتنا بما لم نتجهز للرد عليه، فإن كثيرا من الناس من أصحاب الفطرة السليمة الذين لا يستطيعون مجابهة هذه المشكلة يظنون بأنهم ضعفاء ويشعرون بكثير من الأسى والحزن أنهم ليسوا كالطرف الآخر، ويتمنون لو أنهم تحضرهم الردود السريعة في وقت الأزمة، بدلا من أن يتذكروا سيلا من الردود بعد انتهاء الأزمة وذهاب الطرف الآخر بعيدا!
هذه النفوس التي على فطرتها لا تشكل في الحقيقة مشكلة حقيقية لأصحابها كما يعتقد البعض، لأن عدم القدرة على الرد في لحظة الأزمة لا يعني الضعف وإنما يعني أن النفس لا تزال متمسكة بفطرتها السليمة، وهي التي تجعلنا في وقت مهاجمتنا بشكل مباغت لا نستطيع أن نقوم بتجميع خيوط الرد المناسب لنكوّن جملا وعبارات قادرة على إيضاح حقيقة الموقف، وتفنيد مزاعم المعتدي، فيظن المهاجم بأننا ضعفاء، وفي كثير من الأحيان يصدق بأنه هو المظلوم عندما لا يجد منا الرد المناسب، فيواصل خداعه لنفسه من جهة، ومن جهة ثانية يشعر بحالة أعلى من الاستقواء فيزيد من استخدام إمكاناته وقدراته في قلب الحقائق ليخرج من المواجهة منتصرا من وجهة نظره!
لا تنظر لنفسك إذاً على أنك حلقة ضعيفة تتعرض لهزيمة حقيقية، فالهزيمة لم تقع، ولكن فطرتك السليمة لا تمتلك قدرات التدليس والخداع والالتواء وقلب الحقائق، فببساطة كل تلك الصفات غير الأخلاقية يقوم الطرف الآخر بتفعيلها بسهولة لأن فطرته تكون قد انحرفت، وهذا يساعده على إنجاز مهمته غير السوية في ظلم الآخرين!
وبناء على فهم الصورة الكاملة لما يحدث لك فعليك أن تتذكر بأن فطرتك السوية ليست عيبا فيك، بل على العكس هي مثار فخر دائم لك لكي تواصل الشعور بأنك من الداخل تحترم نفسك، ولم تسقط في وحل سلوكيات خداع الناس وظلمهم، لذا كن مع الله في كل أحوالك، واترك الأقدار لله فهي كفيلة بأن تجعل مآلات أمر كهذا ممتلئة بلطف الله فيك، وليس هذا استسلاما للشر بقدر ما هو تصالح مع نفس لا ينبغي لها أن تنحرف، فلا تأخذ حقك بالطريقة التي تقوم بها النفس المظلمة التي بين جنبات من ظلمك، فتنحرف نفسك وتخسرها، ولكن حين تفشل في حماية نفسك من الآخر، دع الله يدبر لك، وستتعجب من تدبيره! ستتعجب كثيرا، ولن تصدق ما ستراه عيناك!
0 تعليق