مباشر-  جاء قرار الولايات المتحدة بمضاعفة الرسوم الجمركية على السلع الهندية كعقاب على استمرار مشترياتها من النفط الخام الروسي يترك ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم في موقف صعب ومصافيها في حالة من الفوضى، ولكن من غير المرجح أن تدفع هذه الخطوة إلى إعادة التفكير الجذري في نيودلهي.

بالنسبة لرئيس الوزراء ناريندرا مودي ، فإن هذه المعضلة تسلط الضوء على فاتورة استيراد النفط الضخمة والمزعجة - فضلاً عن مخاطر السير على حبل مشدود جيوسياسي في عصر من التقلبات الاستثنائية.

إذا رضخت نيودلهي للتهديد، فقد تُعرّض للخطر علاقةً راسخةً مع موسكو تمتد إلى ما هو أبعد من قطاع الطاقة، وستتخلى عن ميزة استراتيجية وفرت لها مساحةً ماليةً حيوية. إذا سمح مودي للمصافي بمواصلة الشراء، كما يوحي رده المتحدي والضغوط الداخلية ، فإنه بدلاً من ذلك يُوجّه ضربةً مباشرة للاقتصاد ويُلحق الضرر بالعلاقات مع الشريك التجاري الأكبر للبلاد، مُخاطراً بأكثر بكثير مما قد يجنيه.

وفّرت الهند 3.8 مليار دولار أمريكي خلال العام المنتهي في مارس/آذار على مشتريات النفط، مع تقلص الخصومات على الخام الروسي، وفقًا لوكالة التصنيف الائتماني ICRA. إلا أنها صدّرت سلعًا بقيمة تقارب 87 مليار دولار أمريكي إلى الولايات المتحدة في عام 2024.

سوق النفط المجهزة بشكل جيد، بالإضافة إلى الخصومات الأقل جاذبية على خام الأورال الرائد في موسكو، يعني من الناحية النظرية أن مودي لديه مساحة لفطام البلاد عن النفط الروسي تمامًا، وتقليص الواردات التي ارتفعت بشكل كبير منذ عام 2022. لكن الممارسة قد تكون مختلفة تمامًا، حيث يصطف منافسه الرئيسي ونظراؤه في الحزب لانتقاد التكتيكات الأمريكية، مما يثير الحماسة القومية.

قالت فاندانا هاري ، مؤسسة شركة فاندا إنسايتس الاستشارية: "من المستبعد جدًا أن تتوقف واردات النفط الهندية من روسيا تمامًا". وأضافت: "يُدرك الجميع أن هدف ترامب هو الضغط على بوتين، لكن القيام بذلك مع وجود ضغط على الهند لن يلقى استحسانًا من نيودلهي".

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، الحريص على خفض العجز التجاري الأمريكي مع الهند، وفي الوقت نفسه، على كسب زخم في المحادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الصراع في أوكرانيا، طالب الهند بالتوقف عن "تأجيج الحرب" بشراء براميل روسية بأسعار مخفضة. وهدد في وقت سابق من هذا الأسبوع بفرض رسوم عقابية على زيادة الرسوم المقررة بنسبة 25% والتي ستدخل حيز التنفيذ في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وأكدت واشنطن يوم الأربعاء إضافة 25% أخرى خلال 21 يومًا.

في ظل غياب التوجيهات الرسمية، يتوقع مسؤولو مصافي التكرير الهندية زيادةً في مشتريات النفط من الولايات المتحدة مع استمرار المحادثات، لكنهم أبدوا حذرهم أيضًا. وتمتنع شركات التكرير المملوكة للدولة، التي تميل إلى شراء النفط الخام الروسي عبر الصفقات الفورية، عن المشاركة بالفعل، وفقًا لأشخاص مطلعين مباشرةً على خطط مشترياتها. وطلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأنهم غير مخولين بالتحدث إلى وسائل الإعلام.

وبدلاً من ذلك ، دخلت شركات التكرير مثل شركة النفط الهندية وشركة بهارات بتروليوم وشركة هندوستان بتروليوم إلى السوق الفورية خلال الأسبوع الماضي لشراء مجموعة متنوعة من الدرجات من الموردين البدلاء - بما في ذلك الولايات المتحدة ونيجيريا والإمارات العربية المتحدة - بحثًا عن شحنات للتسليم الفوري.

للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا

لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا

ترشيحات

فرنسا: على أوروبا الرد بشكل موحد على رسوم ترامب الجمركية

وزير المالية الألماني: روسيا لن تعود لمجموعة السبع

رهان بافيت يثير ارتفاعًا بأسهم شركات التداول اليابانية

مخاطر النمو ببريطانيا تضع مستثمري السندات في حالة تأهب قصوى

وزراء مالية مجموعة السبع يبحثون التجارة العالمية والنمو الاقتصادي

تفاصيل حول المنشآت الرئيسية ببرنامج إيران النووي بعد الضربة الأمريكية

دراسة: ارتفاع أسعار المواد الغذائية حول العالم بسبب تغيرات المناخ

المستثمرون الصينيون يشترون الأسهم على أمل إنهاء حرب الأسعار