نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
احتفاء بوجودنا آمنين, اليوم الاثنين 22 سبتمبر 2025 05:17 صباحاً
في ظل كل ذلك تحل ذكرى توحيد هذا الوطن على يد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه، الذي استودع الله في صدره حكمة بالغة، وإرادة قوية، حققت له جمع شتات قومه بعد أن أهلكتهم الفرقة وتقسموا شيعا يحارب بعضهم بعضا، وكان ذلك هو واقع شبه الجزيرة العربية حال انطلاقه من الكويت ليستعيد ملك أبائه، ويعيد حالة الأمان لقومه، وقد كان.
في مثل هذا اليوم جرى إعلان تأسيس المملكة العربية السعودية لتكون وطنا جامعا للناس من الماء غربا إلى الماء شرقا، بامتداداتها الواسعة شمالا وجنوبا، وهو أمر سياسي لم يكن متحققا من قبل، وقيمة اجتماعية لم يسبق لها، إذ كان كل جزء من هذه الأرض يشكل كيانا مستقلا بذاته عن الآخر، مما أضعف المجموع، وانعكس سلبا على قيمة الأمان، وهي أغلى وأهم قيمة يحتاجها المرء من بعد الشعور بالإشباع مصداقا لقوله تعالى {الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}.
تحل الذكرى 95 لليوم الوطني ومحيطنا الإقليمي يموج بكثير من المتغيرات والنوازع السلبية المقيتة التي انعكس شررها على تلك المجتمعات من كل الأطياف والتيارات، الأعمار والطبقات، فالنار حين يفوح شررها لا تفرق بين صغير وكبير، حسن وسيئ، مسلم وغيره.
في هكذا أجواء قاتمة نحتفي ونحن حامدون الله على ما من به من نعمة الأمن والأمان، الثقة والاطمئنان، ولهذا فواجبنا أن نشكر هذه النعمة بالعمل وكمال الوعي، وأن ندرك أن ما أضاع غيرنا إلا التنابز بالألقاب والانغماس في التصنيفات العرقية والمذهبية المقيتة، حتى فقد كل واحد منهم خاصية النظر بإيجابية إزاء جاره، لمجرد أنه يختلف معه في اللون أو العرق أو المذهب، وتناسوا أن ما يجمعهم كان ولا يزال أكثر مما يفرقهم، كوحدة الدين والأرومة ومظلة الوطن الواحد التي يفيئون إليها كلما اشتدت الظروف واستعر أوارها.
في هذا السياق فلا يمكن في احتفائنا بهذا اليوم أن نغفل الحديث عن المؤسس الملك عبد العزيز يرحمه الله، الذي امتلك شخصية متفردة في وعيها وسلوكها مكنته من تأسيس وطن تتناغم فيه مظاهر الحياة البيئية، وتمتزج فيه النفوس الطيبة، لتشكل هوية واحدة، ضمن بيئة واحدة، وثقافة واحدة، وهدف واحد، ويولد معها ومعه شعب واحد، عاش الأمن من بعد خوف، والرخاء من بعد عوز، والوحدة من بعد تفرق، والنهوض من بعد شتات.
الملك الذي أسس لمعايير العلاقة مع شعبه بقوله "أريد الصراحة في القول، لأن ثلاثة أكرههم ولا أقبلهم: رجل كذاب يكذب عليّ عن عمد، ورجل ذو هوى، ورجل متملق، وهؤلاء أبغض الناس عندي". وهو الملك الذي شهد له القاصي والداني بحكمته، ومن أولئك المؤرخ اللبناني الأمريكي أمين الريحاني الذي قال "مهما قيل في ابن سعود فهو رجل قبل كل شيء، رجل كبير القلب والنفس والوجدان، عربي تجسمت فيه فضائل العرب، رجل صافي الذهن والوجدان، خلو من الادعاء والتصلف، خلو من التظاهر الكاذب" وأضاف "ها قد قابلت أمراء العرب كلهم فما وجدت فيهم أكبر من هذا الرجل، لست مجازفا أو مبالغا فيما أقول، فهو حقا كبير، كبير في مصافحته، وفي ابتسامته، وفي كلامه، وفي نظراته، يفصح في أول جلسة عن فكره، ولا يخشى أحدا من الناس، بل يفشي سره وما أشرف السر! سر رجل يعرف نفسه، ويثق بعد الله بنفسه، وقد ساد قومه بالمكارم لا بالألقاب، وإني سعيد لأني زرت ابن سعود بعد أن زرتهم كلهم، هو حقا مسك الختام".
0 تعليق