رام الله - دنيا الوطن
أفادت تقارير عبرية بإلغاء اللقاء الذي كان مقرراً مساء اليوم الأربعاء بين المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، والقيادي في حركة حماس خليل الحية في مدينة إسطنبول، وذلك إثر ضغوط إسرائيلية مباشرة على واشنطن لمنع انعقاد الاجتماع، بحسب صحيفة إسرائيل اليوم.

وكان من المقرر أن يبحث الطرفان جهود تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وتجاوز العقبات التي برزت في الأسابيع الأخيرة، في ظل الدور المركزي الذي يلعبه ويتكوف في التواصل مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالملف.

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن إسرائيل مارست "ضغطاً مكثفاً" على الإدارة الأمريكية خلال الساعات الماضية لإلغاء الاجتماع، متذرعة بأن عقده سيُظهر حماس بوصفها طرفاً شرعياً في المفاوضات، كما قد يعزز ما وصفته تل أبيب بـ"التقارب الإنساني غير المرغوب" بين ويتكوف والحية، والذي أثار قلقاً داخل المؤسسات الأمنية والسياسية الإسرائيلية.

ويُعد اللقاء الملغى هو الثاني بين ويتكوف والحية، بعد اجتماع سابق جمع الطرفين على هامش المفاوضات التي سبقت توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في القاهرة في 9 أكتوبر، والذي لعب فيه ويتكوف وجاريد كوشنر دوراً محورياً. وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن ذلك اللقاء كان حاسماً في إتمام الصفقة، إذ أكد مستشارو ترامب لقادة حماس أن واشنطن ستلزم إسرائيل بتعهداتها طالما التزمت الحركة بأحكام الاتفاق.

ووفق ما نُشر في مقابلة مشتركة الشهر الماضي، قال ويتكوف إنه نجح خلال لقائه الأول مع الحية في بناء مساحة تواصل إنساني غير متوقعة بينهما، مستندة إلى تجربتهما المشتركة في فقدان الأبناء. إذ توفي نجل ويتكوف، أندرو، عن 22 عاماً بسبب جرعة زائدة من المواد الأفيونية، فيما فقد الحية نجله همام في غارة إسرائيلية على مقر لحماس في الدوحة في 9 سبتمبر.

هذا الجانب الإنساني تحديداً هو ما أثار مخاوف إسرائيل، التي ترى أن "الكيمياء" الناشئة بين الرجلين قد تعزز من فرص تحقيق تفاهمات أوسع بين واشنطن وحماس. وفي هذا السياق، قال كوشنر في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على شبكة CBS إن الحوار بين ويتكوف والحية حول فقدان أبنائهما "حوّل النقاش من مواجهة مع جماعة مصنفة إرهابية، إلى لحظة إنسانية نادرة بين شخصين أظهرا ضعفهما".

وتشير التقديرات إلى أن إلغاء الاجتماع سيزيد الضغوط على مسار وقف إطلاق النار، وقد يؤخر الجهود الأمريكية لإعادة تثبيت التفاهمات.