نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المصرفية الإسلامية, اليوم الاثنين 14 يوليو 2025 12:10 صباحاً
وقد أولى البنك المركزي السعودي عناية خاصة بالمصرفية الإسلامية، فأنشأ شعبة للمالية الإسلامية في عام 2017م تعنى بوضع السياسات والضوابط، وتعزيز الحوكمة والرقابة والامتثال الشرعي، كما تبنى "إطار الحوكمة الشرعية" ليكون مرجعا ملزما يحدد العلاقة بين مجلس الإدارة، والإدارة التنفيذية، واللجان الشرعية، وإدارات الرقابة الداخلية، ويضمن سلامة العمليات المصرفية وتوافقها مع مبادئ الشريعة. ويشترط في أعضاء اللجنة الشرعية الاستقلالية، والكفاءة، والنزاهة، كما فُرضت قيود صارمة لضمان نزاهة الفتوى الشرعية واستقلالها عن المصالح.
تعتمد المصارف الإسلامية على قاعدة "الأصل في المعاملات الإباحة"، وتُحرَّم فيها صور الظلم المالي، كالربا والغرر والميسر، إذ يمثل الربا زيادة في المال بلا مقابل، ويؤدي إلى فصل الدين عن الاقتصاد الحقيقي، ويخل بالعدالة التبادلية. ومن هنا جاءت البدائل الشرعية كالمرابحة، والإجارة، والمشاركة، والقرض الحسن، والضمان، والوكالة، وكلها صيغ تعاقدية توازن بين تحقيق الربح ومراعاة القيم الأخلاقية.
في صيغة المرابحة، يشتري المصرف أصلا بطلب العميل ثم يبيعه عليه بهامش ربح معلوم. وفي الإجارة، يُملك المصرف منفعة أصل محدد مقابل أجر. أما المشاركة، فتقوم على تقاسم رأس المال والربح والخسارة. والقرض الحسن يقدم دون مقابل، إرفاقا بالمحتاج. أما الوكالة فتمكن المصرف من تمثيل العميل في أعمال معينة مقابل أجر. وتمثل خطابات الضمان صورة من الكفالة الشرعية التي تعزز الثقة في السوق.
وتُعد المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في المصرفية الإسلامية، حيث يُقدَّم 100% من منتجات قطاع الأفراد عبر صيغ شرعية، وتضم أربعة بنوك إسلامية بالكامل، إضافة إلى بنوك ذات نوافذ إسلامية تخضع لمراقبة لجان شرعية. وتسعى رؤية 2030 إلى جعل المملكة عاصمة للمالية الإسلامية، من خلال تطوير التعليم والبحث، وتفعيل الحوكمة، وتعزيز التمكين الشرعي في المؤسسات المالية.
إن المصرفية الإسلامية ليست مجرد أدوات مالية، بل نظام متكامل يهدف إلى العدالة، والشفافية، والرحمة في المعاملات، مما يجعلها نموذجا اقتصاديا فريدا، قادرا على مواجهة التحديات المالية المعاصرة دون التخلي عن الثوابت الدينية.
0 تعليق