عزنا بطبعنا في اليوم الوطني 95

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عزنا بطبعنا في اليوم الوطني 95, اليوم الخميس 25 سبتمبر 2025 11:18 صباحاً

كعادتي مع طلابي في المناسبات الوطنية لا أفوت الفرصة للحديث عن الوطن واستحقاقاته ومنجزاته ومآثر قادته ورموزه، ذكرت لهم على هامش إحدى المحاضرات أهمية استشعار الوطن واستحضار مكانته، وتساءلت قبل حديثي عن سر مجيء بعضهم إلى المحاضرة دون لبس الشماع والعقال بخلاف ما كانوا عليه في بداية الفصل الدراسي، فقال أحدهم: كنا نظنه أمرا إلزاميا، فلما تبين لنا أنه اختيار تساهلنا في فعله، فقلت لهم: عاداتنا وتقاليدنا لم تكن يوما من الإيام إلزاما أو اختيارا، وهي ليست في دائرة الإجبار أو فسخة الاختيار، بل عاداتنا وتقاليدنا سواء كانت في الجوهر أو في المظهر تتمحور حول شعورنا بالانتماء إلى الأرض وإحساسنا بنبض الوطن في أعماقنا ودواخلنا.

وقد يظن البعض أن في لبس الشماغ والعقال تكلفا في بعض الحالات غير الرسمية، وقد يكون الأمر كذلك، ولكننا في الواقع قد لا نرى آباءنا وأجدادنا إلا وهم يلبسون الشماغ والعقال أو على الأقل الشماغ وحده، حتى وهم في البيت، وما نحن إلا منهم، وهذا ليس تكلفا أو تعودا بقدر ما هو إحساس بالهوية، وفطرة جبلنا عليها، وتمسك بما وقر في الأنفس جيلا بعد جيل، وقد يراها البعض الآخر عادة تعكس الشموخ والأنفة، ورمزا وطنيا لا يقبل المساومة بغض النظر عن المناسبة، وهذا هو الصحيح.

وحتى لا يكون حديثي مع طلابي مختزلا في المظهر، تساءلت عن إحساسهم بالوطن في يومه الخامس والتسعين، وقلت لهم: إن في استشعار أحدكم وهو يدخل من بوابة الجامعة ويشاهد هذه البنى التحتية المذهلة، والجمال التنظيمي في إدارتها ورعايتها، إلا وأن يشعر بالفخر والاعتزاز، ويقف أمامها شاكرا لله عز وجل، رافعا رأسه شموخا بما هو فيه من نعم كثيرة وآلاء عظيمة، ومدركا ومثمنا لقادتنا وولاة الأمر دورهم الريادي وجهودهم الجبارة في رفعة الوطن وشموخه، وبسط الأمن والأمان في أرجائه، وبذل كل ما بوسعهم لتحقيق جودة الحياة ورفاهية المعيشة للمواطن والمقيم على حد سواء.

إن الدولة - حفظها الله - سخرت كل الجهود الممكنة، وذللت كل المعوقات والصعاب، وجعلت جل اهتمامها ينصب فيما من شأنه خدمة شباب الوطن والرقي بهم وإبراز طاقاتهم الإبداعية وتنمية نوازع تفوقهم وتميزهم، فلم يعد الكم يشكل أولوية في الخطط التعليمية بعد انتشار التعليم وانحسار الأمية، وأصبح الاهتمام بالكيف والتركيز على النوع أولى الأولويات وعليه تبنى الاستراتيجيات، وهذا بطبيعة الحال يتسق كيفا ونوعا مع مستجدات العصر ولوازم النهضة، ويلبي متطلبات المجتمعات الحديثة ويخدم توجهاتها وأغراضها التطويرية.

ومن الطباع الجميلة في الشعب السعودي والثقافة العامة التي يتحلى ويتزين بها التفافه حول قادته والتزامه بمبادئه وثوابته، وأجمل الطباع وأنفسها في قال الله وقال الرسول، وما هذا الشعب وقادته إلا امتداد طبيعي لسلف الأمة الصالح ورعيلها الأول، دستوره الكتاب والسنة ومنهج حياته العدل والاستقامة، شعب وفي كريم لا يعرف المستحيل ولا يرضى بأنصاف الفرص، عزه ورفعته في طبعه العربي الأصيل، وفي خلقه الإسلامي القويم.

ثم قلت لهم: احتفلوا في يوم الوطن وافرحوا وانشروا الفرحة بينكم وبين زملائكم، والبسوا أزياء الوطن واحضروا احتفالاته وشاركوا فيها، وليكن ذلك ضمن ما يعزز من طباعنا وعاداتنا وتقاليدنا، ويعكس صورة جميلة عن المواطن الصالح والبناء، وإياكم ومظاهر الفرح المبالغ فيها، فإن في ذلك تشويها للمظهر الوطني وتعكيرا لصفو الفرحة والابتهاج، ولم أنس أن أذكرهم بالمذاكرة والجد والاجتهاد وأداء الواجبات المطلوبة في وقتها فإن الوطن يترقب نجاحهم وتفوقهم.. دام عزك يا وطن ودامت أفراحك.

drbmaz@

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق