نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإشراف التربوي في القرن الحادي والعشرين: بين التكنولوجيا والإبداع البشري, اليوم الاثنين 4 أغسطس 2025 11:10 صباحاً
في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم، يواصل الإشراف التربوي بجميع أدواره وعملياته العمل كعنصر حيوي في تحسين جودة التعليم وضمان جودة التعليم، حيث يبرز دور الإشراف التربوي كعنصر محوري في تفعيل تكنولوجيا التعليم لجعل العملية التعليمية أكثر فعالية وجاذبية. وذلك لأن التكنولوجيا لم تعد مجرد أداة مساعدة فقط، بل أصبحت جزءا لا يتجزأ من العملية التعليمية، مما يفرض على المؤسسات التعليمية الاستمرار في العمل وفق رؤية واضحة ومتكاملة لكيفية الاستثمار الأمثل للتطور المتسارع في مجال تكنولوجيا التعليم واواقع المعزز. فعلى سبيل المثال، خلال جائحة كوفيد 19، تحولت المدارس إلى نمط التعليم عن بعد باستخدام منصة Microsoft Teams، مما أبرز الحاجة الملحة لاكتساب ثقافة نظم المعلومات والمهارات الرقمية لمواكبة التحول الرقمي السريع ولتحقيق الأهداف التعليمية المرجوة في جميع المراحل الدراسية بطريقة أسهل وبجهد أقل إلى حد ما.
ومن هذا المنطلق، أصبحت تكنولوجيا التعليم بشكلها العام، وتكنولوجيا التعليم في ظل وجود الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، أداة مهمة وذات قيمة عالية جدا لتجويد عمليات الإشراف التربوي وفق رؤية موحدة وبناء خطط إشراف تشاركية متنوعة ومتقنة لدراسة واقع أداء المعلمين وواقع مستوى الطلاب لتحديد الفجوات في الأداء والفاقد التعليمي على التوالي. بالإضافة إلى ذلك، تفتح التكنولوجيا آفاقا جديدة للمشرفين التربويين لتقديم خدمات إشرافية متنوعة جماعية وفردية وتشاركية تفاعلية للمعلمين ضمن الفضاء الالكتروني - عن بعد - عبر المنصات الالكترونية المعتمدة مثل منصة Microsoft Teams، أو عبر البوابات التعليمية الرسمية.
كما توفر المنصات الالكترونية فرصا لتعزيز التواصل الفعال والتعاون بين المشرفين التربويين والمعلمين عبر تطبيق مجموعات التعلم المهنية، مما يتيح للمشرفين التربويين والمعلمين تبادل الأفكار والخبرات وتطوير ممارسات إشرافية تشمل لقاءات فردية، واجتماعات فرق عمل، ومناقشة مقاطع فيديو، أو قراءة موجهة وورش عمل تفاعلية، وجلسات التغذية الراجعة، أو حتى بناء مكتبة الكترونية تمكن المعلمين من اكتساب مهارات جديدة ومعارف محدثة باستمرار.
ونتيجة لذلك فإن تسخير تكنولوجيا التعليم الحديثة والواقع المعزز وبعض من الذكاء الاصطناعي، يدعم فرق العمل الإشرافية للقيام بأدوار التخطيط والتنفيذ والقياس ورصد فرص التحسين وبناء خطط التحسين لتحقيق الأهداف التعليمية بجودة في الأداء وجودة في نواتج هذا الأداء بسهولة تامة، بالإضافة إلى توفير وقت المشرفين التربويين للقيام بأعمال أخرى بدلا من التنقل من مكان لمكان لتقديم الأساليب الإشرافية نفسها.
ومع استخدام تكنولوجيا التعليم وبعض من الذكاء الاصطناعي يبرز دور المشرف التربوي أكثر وتتزايد أهميته في توجيه ودمج هذه التقنيات كأداة إشرافية أساسية داعمة لتحسين جودة التعليم، من خلال التعاون والمشاركة مع المعلمين لتوفير فرص جديدة تهدف إلى تحسين مدخلات وإجراءات ونواتج العملية التعليمية. فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام تطبيقات المايكروسوفت المتعددة وبعض من الذكاء الاصطناعي لصياغة لقاءات وبرامج تدريبية جديدة لتحسين أداء المعلمين وتمكينهم من جميع المهارات التدريسية الحديثة في أوقات متزامنة وغير متزامنة لتعم الفائدة كل من يحتاج من المعلمين.
عزيزي القارئ الكريم، ما دخلت التكنولوجيا في شيء إلا زانته ويسرته وقللت تكلفته. وهنا الحديث عن إدارة المعرفة بهدف تحسين الكفاءة والإنتاجية من خلال تسهيل تبادل المعرفة والخبرات بين الأفراد وفرق العمل، والتي تشمل جمع وتنظيم وتخزين وتوفير وتطبيق المعرفة. ولا شك أنها - أي إدارة المعرفة - تعتبر من المهام الأساسية لأي قسم أو إدارة، وتندرج من تحتها إدارة المعرفة الصريحة والمعرفة الضمنية. والتأكيد هنا على أهمية جمع الخبرات والمعرفة وتنظيمها وتخزينها وتوفيرها ومن ثم تطبيقها. مثل تشكيل فرق العمل لبناء وتنظيم وتخزين وتوفير البرامج التدريبية والندوات والقاءات الإشرافية في أوعية رقمية مرتبة ومنظمة كمرجع مؤسسي أساسي يعود إليه المعلم وقتما يحتاج للتطوير الذاتي في جميع مجالات عمله الإداري والفني. ولا شك أن أوعية المعلومات والاتصال الالكترونية Information and Communication Technology (ICT) متوفرة وبشكل واسع وتعم جميع المشرفين التربويين ومديري المدارس والمعلمين. ولا شك أن من أهم عوامل نجاح إدارة المشاريع التربوية هو جودة إدارة المعرفة وتمكين أعضاء فرق العمل.
ولا يخفى عليك عزيزي القارئ الكريم، أن الإشراف التربوي بتنوع مسمياته يمثل مفتاحا لتحسين جودة التعليم، بما يملكه من معرفة مؤسسية ومهارات تواكب العصر الرقمي الحديث. وذلك لأن شكل ومتطلبات الإشراف التربوي ومعايير قياس أدائه متغيرة ومتوائمة مع متغيرات العصر. وأصبح نجاح المشرف التربوي في القرن الحادي والعشرين يعتمد على ثقافة التعلم المستمر والبناء التراكمي للمعرفة، والتطوير المستمر للمهارات الذاتية، والإبداع والابتكار. ومهما تعددت مسميات المشرف التربوي، فإن المهمة المسندة إليه هي تحسين جودة عمليات التعليم والتعلم ورفع جودة نواتج التعلم. وهنا ومن خبرة عميقة في الإشراف التربوي أقول «إن التميز في القرن الحادي والعشرين لا يأتي إلا من خلال الجودة، والجودة تتحسن وتكتمل عبر تفعيل تكنولوجيا التعليم والواقع المعزز وبعض من الذكاء الاصطناعي. والتناسب بينهم طردي متسارع».
0 تعليق