نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السعودية: من جذور التوحيد إلى قمم الريادة العالمية, اليوم الاثنين 22 سبتمبر 2025 08:05 مساءً
تبدأ الحكايات العظيمة بجذور راسخة تمتد في أعماق التاريخ، وتزهر لتصنع حاضرا مشرقا ومستقبلا واعدا، وهكذا هي المملكة العربية السعودية، وطن تأسس على قاعدة التوحيد، وتحول من ميدان من التشتت والصراعات القبلية إلى دولة موحدة، قوية البنيان، تستمد قوتها من ثبات قيمها ووضوح رسالتها.
لقد كانت الجزيرة العربية قبل التوحيد أرضا ممزقة بالصراعات، تعصف بها الانقسامات، وتنقصها مقومات الاستقرار والحياة. غير أن عزيمة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه ومن معه من الرجال الأوفياء - استطاعت أن تحول هذا الشتات إلى وحدة متينة. ففي عام 1351هـ (1932م) أعلن توحيد المملكة العربية السعودية، دولة قامت على راية التوحيد، ورسخت أسس الأمن، وأحيت الأمل في حاضر كريم ومستقبل مشرق.
ومنذ تلك اللحظة، بدأت رحلة التحول، لم يكن النفط وحده سر القوة، بل كان الاستثمار في الإنسان، وتشييد المؤسسات، وترسيخ قيم العدل، ونشر التعليم، كانت المملكة تمضي بخطى واثقة، تجمع بين أصالة الدين ورحابة التطوير، لتصبح في غضون عقود قليلة قوة سياسية واقتصادية وروحية يحسب لها الحساب.
ومن جذور التوحيد انطلقت المملكة إلى العالم، لتتبوأ مكانتها قلبا نابضا للأمة الإسلامية، تحتضن الحرمين الشريفين، وتؤدي رسالة خالدة في خدمة الحجيج والمعتمرين، وتضطلع بدور رائد في مد يد العون للإنسان أيا كان موطنه أو معتقده، وعلى الصعيد السياسي، برزت السعودية لاعبا محوريا يسعى للسلام، ويدعم القضايا العادلة، ويوازن بين القوى الإقليمية والدولية، ويشارك بفاعلية في صناعة القرار العالمي.
واليوم، ومع رؤية 2030 التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - تتجدد مسيرة النهضة، وتنفتح المملكة على آفاق عالمية أوسع، فالرؤية مشروع وطني طموح، يهدف إلى تنويع الاقتصاد، وتمكين الشباب والمرأة، وتعزيز مكانة المملكة مركزا عالميا في مجالات السياحة، والثقافة، والطاقة المتجددة، والتقنية، والصناعات المستقبلية، إنها رحلة عبور من مرحلة الاعتماد على الماضي إلى مرحلة صنع المستقبل، حيث تصبح المملكة شريكا أساسيا في رسم ملامح القرن الحادي والعشرين.
إن السعودية اليوم ليست مجرد دولة خرجت من عمق التاريخ، بل هي نموذج ملهم لوطن جمع بين ثبات الجذور ورحابة الطموح، بين قيم التوحيد وأفق الريادة، إنها رسالة متجددة للأجيال تقول لهم إن المجد يصنع بالعزيمة، وإن النهضة تولد من الرؤية، وإن الوحدة هي أساس القوة.
وهكذا، تبقى المملكة العربية السعودية - من جذور التوحيد إلى قمم الريادة العالمية - مسيرة مجد لا تنقطع، وحضارة تتجدد، وراية خفاقة في الماضي والحاضر والمستقبل.
0 تعليق