تزايد الاعتراف العالمي بدولة فلسطين عشية انطلاق أعمال الدورة العادية الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث اعترفت كل من بريطانيا وأستراليا وكندا بها رسميا، مؤكدة ان هذه الخطوة تهدف إلى منح أمل للسلام والحفاظ على «حل الدولتين».
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في كلمة بحسابه الرسمي على منصة «إكس»: «اعترفنا بدولة فلسطين لإحياء أمل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وننضم إلى أكثر من 150 دولة تعترف بالدولة الفلسطينية».
وأضاف: «نعمل على إبقاء إمكانية السلام وحل الدولتين حيا»، مؤكدا أنه وجه بالعمل على فرض عقوبات على شخصيات أخرى من حماس في الأسابيع المقبلة.
وشدد ستارمر على أنه يجب ألا يكون لحركة المقاومة الفلسطينية الإسلامية «حماس» أي دور في مستقبل غزة سواء في الإدارة أو الأمن.
وكان وزير الخارجية نائب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد لامي قد قال إن الاعتراف بدولة فلسطين يهدف إلى الحفاظ على حل الدولتين.
وأضاف لامي أن أي قرار بالاعتراف بدولة فلسطينية لا يعني قيامها فورا، بل يجب أن يكون ذلك جزءا من عملية للسلام.
ورحب رئيس وزراء أسكتلندا جون سويني، باعتراف بريطانيا بدولة فلسطين، داعيا لندن إلى فرض مزيد من العقوبات على إسرائيل وإنهاء التعاون العسكري معها.
واعتبر سويني أن الاعتراف البريطاني بدولة فلسطين «لحظة تاريخية كان ينبغي أن تتحقق منذ زمن طويل».
وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، إن بلاده اعترفت رسميا، بدولة فلسطينية.
وذكر ألبانيزي، في بيان «إن أستراليا تعترف إلى جانب كندا وبريطانيا بفلسطين في إطار جهد لإحياء زخم حل الدولتين الذي يبدأ بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين هناك».
كذلك، أعلن رئيس الحكومة الكندية مارك كارني اعتراف بلاده بدولة فلسطين، مؤكدا رغبتها في «الحفاظ على إمكانية حل الدولتين».
وقال كارني في بيان: «تعترف كندا بدولة فلسطين وتعرض العمل في شراكة لتحقيق الوعد بمستقبل سلمي لدولة فلسطين ودولة إسرائيل. وترى كندا هذا الإجراء جزءا من جهد دولي متضافر للحفاظ على إمكانية حل الدولتين».
بدوره، أعلن وزير الخارجية البرتغالي باولو رانغيل أن بلاده اعترفت رسميا بدولة فلسطين، لتنضم بذلك إلى قائمة متزايدة من الدول التي تعلن اعترافها بالدولة الفلسطينية.
وأضاف رانغيل أن البرتغال تؤيد حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لإحلال سلام دائم.وقد رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بهذا الاعتراف، واعتبره «خطوة على طريق السلام العادل والدائم». وقال عباس في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا)، إن الاعتراف بدولة فلسطين يشكل «خطوة هامة وضرورية على طريق تحقيق السلام العادل والدائم وفق قرارات الشرعية الدولية».
وأكد الرئيس الفلسطيني أن اعتراف بريطانيا «بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ونيل حريته وتجسيد استقلاله سيفتح المجال أمام تنفيذ حل الدولتين لتعيش دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل بأمن وسلام وحسن جوار».
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الفلسطينية، فارسين أغابكيان، إن الاعتراف العالمي بدولة فلسطين لن ينهي الحرب الإسرائيلية الوحشية ضد قطاع غزة، لكنه يمثل خطوة مهمة على الطريق الصحيح نحو السلام والاستقرار.
في المقابل، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إقامة دولة فلسطينية تشكل تهديدا وجوديا، متعهدا مواجهة الدعوات لذلك في الأمم المتحدة. وقال نتنياهو خلال اجتماع لحكومته أمس: «سيتعين علينا خوض المعركة في الأمم المتحدة وكل الساحات الأخرى ضد الدعوات لإقامة دولة فلسطينية والتي من شأنها أن تعرض وجودنا للخطر».
من جهته، دعا وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، إلى أن تضم إسرائيل الضفة الغربية المحتلة.
وقال بن غفير في بيان إن «اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطين يستوجب اتخاذ خطوات فورية مضادة تتمثل بفرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة، وتفكيك السلطة الفلسطينية».
وأضاف: «أعتزم تقديم مقترح لفرض السيادة في جلسة الحكومة المقبلة».
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إن الرد على خطوة الاعتراف هو «فرض السيادة» على الضفة الغربية، قائلا: «ولت أيام تحديد بريطانيا ودول أخرى مستقبلنا».
من جانبه، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب «يش عتيد» يائير لابيد: إن حكومة نتنياهو التي جلبت لنا الكارثة الأمنية الأخطر، تجلب لنا الآن أخطر أزمة سياسية، وذلك تعليقا على توالي الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية.
في هذه الأثناء، أعرب البابا ليو الرابع عشر عن تضامن الكنيسة الكاثوليكية مع الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدا أنه «لا مستقبل يبنى على العنف او النزوح القسري او الانتقام».
وخاطب البابا من الفاتيكان، أمس، ممثلي جمعيات كاثوليكية ناشطة تضامنا مع غزة، مشددا على أن «الشعوب بحاجة إلى السلام».
وعلى الأرض، أعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته من الفرقة 36 بدأت دخول مدينة غزة ضمن عملية «عربات جدعون 2» بعد أسبوعين من رفع الجاهزية.
كما أعلنت إسرائيل أنها قتلت أمس الأول «قناصا» في حركة حماس بمدينة غزة، إلا أن شقيق القتيل مدير مجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية تحدث عن «كذب وافتراء».
وقتل ماجد أبوسلمية وزوجته في غارة إسرائيلية استهدفت منزله في مخيم الشاطئ في غرب غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان أمس أن أبوسلمية كان «قناصا في حماس ويستعد لتنفيذ اعتداء إرهابي وشيك» ضد قوات الجيش في مدينة غزة.
لكن شقيق القتيل، الطبيب محمد أبوسلمية نفى هذه الاتهامات، وقال لوكالة فرانس برس: «ما يدعيه الاحتلال حول شقيقي كذب وافتراء وتبرير مرفوض لاستهداف المدنيين بقصفهم بالصواريخ بشكل مباشر».
وأضاف ان شقيقه ماجد «رجل عمره 57 عاما كان يعاني من العديد من أمراض مثل الضغط والسكري ولديه ضعف شديد في النظر، ويزعمون أنه قناص، هذا هو الكذب بعينه».
وبحسب أبوسلمية، فإن شقيقه كان في منزله مع عائلته عندما قتل، مشيرا إلى أنه نزح مرات عدة خلال الحرب.
من جانب آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق قذيفتين صاروخيتين من قطاع غزة، واعتراض إحداهما فيما سقطت الثانية في منطقة مفتوحة.
وقال جيش الاحتلال في بيان أمس: «تم رصد إطلاق قذيفتين صاروخيتين من قطاع غزة، حيث اعترض سلاح الجو إحداهما بينما سقطت الثانية في منطقة مفتوحة دون وقوع إصابات».
من جهتها، أعلنت السلطات الصحية في غزة مقتل 75 فلسطينيا على الأقل وإصابة اكثر من 304 آخرين بينهم أطفال ونساء خلال 24 ساعة، جراء سلسلة غارات شنها الجيش الإسرائيلي على جميع محافظات القطاع.
وقالت السلطات في تصريح صحافي أمس إن «حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي ارتفعت بذلك إلى 65283 شهيدا و166575 مصابا منذ السابع من أكتوبر عام 2023».
وحول أعداد ضحايا (لقمة العيش) من الباحثين عن المساعدات، ذكرت السلطات الصحية أن أعداد هؤلاء ممن وصلوا المستشفيات «ارتفعت إلى 2523 شهيدا وأكثر من 18473 مصابا».
إلى ذلك، أغلق مجددا معبر «اللنبي» الحدودي بين الأردن والضفة الغربية المحتلة بعد ساعات من إعادة فتحه أمام الأفراد، وذلك بعد 3 أيام من إغلاقه إثر هجوم نفذه سائق شاحنة تنقل مساعدات إلى قطاع غزة وأسفر عن مقتل عسكريين إسرائيليين، وفق ما ذكرت السلطات الأردنية والإسرائيلية والفلسطينية. وأفادت إدارة أمن الجسور التابعة لمديرية الأمن العام الفلسطيني في بيان إنه تمت «إعادة إيقاف حركة المسافرين عبر الجسر من الجانب الآخر الإسرائيلي».
وأكدت الهيئة العامة للمعابر والحدود الفلسطينية في بيان منفصل أن «الجانب الإسرائيلي أغلق معبر الكرامة (التسمية الفلسطينية للجسر) بشكل مفاجئ في كلا الاتجاهين».
0 تعليق