نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
ما بين صانع المحتوى وشهرة "الميديا", اليوم الاثنين 22 سبتمبر 2025 05:17 صباحاً
لم يحدث مصادفة، ولم يكتب في مشهد درامي ولكن جاء في وقت عاطفي أو ربما ساخر استغل بقوة دون هدر لثمن هذه اللحظة تحت نقطة واحدة وخلف شاشة لا تسدل ستارا ولا تعرف الاختباء بل تطلق كل ما تراه بتحكم من يملكها دون ذكر لاسم معين أو تشبيه يعرف به بصراحة لكل باحث محتوى أو قارئ لهذه السطور، البحث عن محتوى معين لا يعني استغلال ضعف شخص أمامك أو انتهاز لحظة انكسار مهما تعددت الحيل سوف تصبح في أعين البشر شخصا مستغلا باحثا عن أول حدث ليصبح صانع محتوى مشهورا؛ فكيف أصبح مشهورا؟ بمسحة دمعة ذاك ولملمة شتات آخرين تحت عنوان صانع محتوى، يتراقصون بخفة وبتمعن لاختيار الحدث وسرعة أهمية نشره ومشاركته ليضرب أعماق السوشال ميديا ويلفت انتباه من حولهم ويرفع من دخلهم ومشاهداتهم، هم باحثون عن صدى واسع ليس لهم فيه عناء أو بذل مجهود، حدث التقط من خلف شاشته أراد به كسب الموقف مدعي العفوية وعمل الخير وكسب الثواب أو بمعنى أصح أنا الملاك الذي لا بد يكون في حياتك، فهم يدعون المثالية تارة وأخرى يكسبون جمهورهم بالعفوية وأنهم طيبون، والكثير استغل تلك الطيبة، حياة المشاهير أشبه بالبحر الذي يبحر بك ثم يأخذك نحو صحراء قاحلة ثم يقولون نحن صنعنا الكثير حتى نصل لهذه اللحظة التي يهيأ لنا فيها أنها جنة وحب ووفاء زرعت في تلك الأرض بعد جهد بذلناه ولكن أصبحوا ممثلين دون سيناريو يكتب وإخراج مكلف وإمكانيات متعبة، الأرض القاحلة لن تثمر والبحر لن يخرجنا لتلك الصحراء، سيجعلنا نهيم ونغرق ونحاول الخروج ويعيدنا للغرق حتى لو أمسكنا بخشبة صغيرة سيحاول غيرنا سحب تلك الخشبة منا دون شفقة ورحمة، تلك هي حياتهم بين قطعة خشبة غارقة في بحر واسع وبين صحراء قاحلة خالية من الجمال والطبيعة، يصورون لنا واقع حياة إيجابية وحبا وامتثالا، وهذا ما يحلمون به، في الواقع ليس بحياتهم الحقيقية سوى الحروب الداخلية التي يخرجونها إلينا بصورة طبيعية، معتقدين أننا نتمنى مثل حياتهم تماما، وطبعا هذا ليس بصحيح البتة، لا يمكننا العيش بين غرق بحر وبين مكان قاحل وفارغ من الجماليات.
الشهرة وما تفعله بصورها وما تقدمه لنا مثال زائف، يصورون لنا أنهم أصحاب حق ويدعون المظلومية، وفي الحقيقة تنافس وشد انتباه وحروب بين بعضهم بعضا ليصل أحدهم إلى النجومية وكسب ثقة الناس به على حساب الآخر، ليرتفع دخله، ثم يليه البحث عن منافسة أخرى على طبق ساخن، الرابح فيها من كسب المال وتاجر بالمحتوى لكسب المتابعين، تلك هي حياة الشهرة التي لا تجد بها محتوى صادقا وجذابا ينمي فكرة أو يبحث عن حل مشكلة أو يفيد مجتمعه بشكل عام وواضح وملموس.
عندما تكون صانع محتوى كن مميزا بطرحك وصاحب فكر واضح وواعٍ، ثم فتش عن نقاط ضعفك وعالجها، لا تجعل المشاهدين يجدون تلك النقاط لأنهم أذكياء وربما أصحاب قراءة نفسية، لا تدعي المظلومية مهما تم ظلمك بل فكر كيف سيدافع عنك الناس باحترام عقولهم وتقديم ما يفيدهم وما يتفق مع المنطق والواقع، واعتنِ بقيمة أسلوبك لأن كل محتوى تقدمه سيعكس قدرتك وتفكيرك واعتقادك وما بداخلك وما يجب عليك فعله وما يمكنك أن تفعله؛ فهم أصحاب فكر ومنطق ليسوا أدوات تبحث عنها كيف تشكلها بل هم لديهم نظرة صادقة وشجاعة قوية يقرؤن بشكل واضح وذكي، الاقتناع منك من عدمه هذا حق لهم في النهاية، وأنت تتحمل مسؤولية أنك صانع محتوى خرجت لهم باحثا عن الشهرة وتقديم نفسك أمامهم.
0 تعليق