الوطن في عيده الـ95

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الوطن في عيده الـ95, اليوم الاثنين 22 سبتمبر 2025 08:05 مساءً

في قريته القصية كان الصغير ينظر إلى الأفق البعيد مصوبا نظره نحو ذلك الجبل الأشم جبل تهلل، كان يستشعر في ذلك الجبل وتلك الوجهة حياة وارفة سيصافحها في قادم الأيام، كان يشعر بشيء غريب يدفعه للنظر في ذلك الاتجاه، لم يكن الصغير حينئذ يعي معنى الاتجاهات الأربعة ولا تفرعاتها الأربعة!

كبرت مدارك الصغير شيئا فشيئا وعرف أنه كان ينظر إلى الجنوب جهة واتجاها، لاحقا أوصلته مداركه ليعرف أنه يعيش في الجزيرة العربية وأنها تقع في الركن الجنوبي الغربي لقارة آسيا، وعرف بعد ذلك أن المملكة العربية السعودية هي من تشكل الجزء الأكبر من هذه الجزيرة العربية تاريخا وجغرافيا، كبر الصغير أكثر وعرف أن بلاده تمثل المتن والهامش لهذه الجزيرة، وأن الدولة السعودية بأدوارها الثلاثة قد أعادت لهذه الجزيرة وهجها وقيمتها وقدرها وقدرتها.

آمن الصغير أن بلاده هي الأغلى والأنفس على صعيد الأوطان، وأيقن أن التناغم بين شمالها وجنوبها وشرقها وغربها يمثل قصة نسجها عبدالعزيز عندما وحدها وأعادها إلى متن التاريخ بعد أن عاشت قرونا طويلة في هامشه الذي لم يكن يعرفه أحد ولا يهتم لأمره أحد.

المملكة العربية السعودية ملحمة إنسانية قبل أن تكون أنصع وأنجح وحدة سياسية في العصر الحديث، ارتبطت بإنسان هذه الأرض، فكانت التجربة الأثمن والأمثل لإعادة صياغة تاريخ مكان هجره التاريخ بعد أن انتقلت الخلافة من المدينة إلى الكوفة زمن الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

السعوديون الأفذاذ أعادوا التاريخ ليكتب قصة مجد جديدة ارتبطت بالصحراء والسهل والجبل، قصة اسمها المملكة العربية السعودية، وإنسانها الذي عاش ماضيا تليدا وحاضرا فريدا ومستقبلا مشرقا كريما.

كبر الصغير بعد أن أدرك أبعاد وطنه وعرف اتجاهاته بين الاتجاهات، وأن مكة مركز الأرض الذي إليه تتجه الأفئدة كل يوم خمس مرات، وهذا ما يعطي بلاده مركزية على مستوى الروح تفوق كل البلدان، آمن أن الرياض بمحل القلب من الجسد وأنها عاصمة القرار العربي الذي يحمي القرار، رأى وآمن أن الشرق والغرب والشمال والجنوب في هذا الوطن كلها تتداعى لبعضها بعضا فرحا وحزنا ضيما وعافية.

كبر الصغير أكثر وآمن أن الوطن خط أحمر سيّجه الرجال بعزائمهم ودمائهم وسجلوا على ترابه أنصع البطولات، كيف لا وهذا الوطن هو موطن آخر الرسالات وبشائر الحق التي عانقت السموات وصناع مجد صنعوا أرقى وأقوى الحضارات.

آمن الشعب بقيادته فكان بها ولها، وسمت النفوس لتعانق السهل والجبل مرددة في صوت واحد عاش المليك للعلم والوطن.

كبر الصغير ليصبح شابا وكبرت في نفسه جبال الوطن وسهوله، وما عاد تهلل جبله الأول والأخير الذي استأثر بمشهده الحالم الأول عندما كان صغيرا، وما عادت قمته هي القمة الوحيدة التي يستشرف العالم من خلالها، صار الوطن من الماء إلى الماء ومن الشمال إلى الجنوب هو القمة التي تستوعب الجميع والتي يرتفع بها السعودي وبها يسود ويسعد، كيف لا وهو أصيل في هذا الوطن بأصالة كل اتجاهاته وتضاريسه وبقعه وبقاعه ومدنه وهجره وقراه.

اليوم الوطني لبلادنا يعود من جديد في نسخته الخامسة والتسعين، ليحيي من جديد قصة وطن عظيم بنته سواعد الرجال، ليصبح درة الأوطان وليحكي قصة حضارة تسابق الزمن لتسارع بالوطن وشعبه إلى المجد والعلياء عبر الأزمان، في ظل قيادة حكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده القدير محمد بن سلمان.

أخبار ذات صلة

0 تعليق