بهجة الوطن.. حين يسكن الأمن القلوب

مكه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بهجة الوطن.. حين يسكن الأمن القلوب, اليوم الاثنين 22 سبتمبر 2025 08:05 مساءً

تبهجنا ذكرى اليوم الوطني السعودي من جديد لتعيد إلينا نشوة التنعم في ربوع وطن آمن مطمئن يبعث فينا شعورا دائما بقيمة أن يعيش الإنسان آمنا في سربه، منتميا لمعنى نبيل تكون معنا منذ نعومة أظفارنا، وهو معنى وقيمة الأرض عندما تحتضن أهلها وتضمهم إليها فلا يكونون شتاتا في الأرض، أو يواجهون مآسي ما زالت ماثلة أمام أعيننا كل يوم لشعوب نتمنى لها الخير، عاشت ولا تزال محرومة من قيمة الوطن، ومن نعمة الانتساب لكيان سياسي يحميها!

اليوم، الاحتفال بيومنا الوطني السعودي ربما عند الكثيرين لا يمكن أن نكتب عنه أكثر مما كتبت عنه أقلام أجيال حملت هوية هذا الوطن الذي يمثل أقدس بقعة في العالم الإسلامي، ومع ذلك، فإن الاحتفال بيومنا الوطني السعودي سيظل يمثل مناسبة ستجود بالكتابة عنها الأقلام والعقول والأرواح، خاصة ونحن نعيش في سنواتنا الحالية، حيث أمواج الاضطرابات تعصف بالعالم شرقا وغربا، لنفهم حقيقة أن الاختلافات بين البشر كانت وستظل طبيعة بشرية لن تتوقف، ولنعي جيدا بأن البرودة التي تعتري أجساد الذين فقدوا أوطانهم بسبب الصراعات لن تصبح ذات يوم بالنسبة لهم باعثة على أي نوع من الأمان والدفء لملايين الأرواح التي هامت شرقا وغربا من دون حلول ولا نهايات ممكنة، فقط لأن بعضا منهم لم يستطيعوا أن يقيسوا بشكل صحيح معنى الوطن وقيمته عبر مكونهم الفكري وسلوكهم البشري، وفشلوا في قراءة الوطن قراءة إنسانية صحيحة بعيدة عن التصورات الشخصية غير الناضجة، ومستقلة عن الاستلهامات الخارجية التي لا تريد خيرا للأوطان، ومتحررة من المؤثرات الاجتهادية الداخلية غير الموفقة!

الوطن، والاحتفال بالوطن هما مكونان فكريان لازمان لمرور الشعوب من عنق زجاجة التحولات العالمية الحالية المربكة، والاحتفال بوجود الوطن، ووجود الأمن فيه، ووجود حياة مستقرة فيه، والاحتفال بقدرة المكون السياسي والبشري فيه على تحقيق منجزات سنوية، وتلبية تطلعات وطموحات كبرى لن يكون مجرد احتفال تستدعيه فقط فكرة البهجة اللحظية ذات القيمة الباعثة على تحفيز الذات المجتمعية، وإنما أيضا يمثل هذا الاحتفال استحضارا لكل القيم الإنسانية الإيجابية، وتعزيزا لقدرة الإنسان السعودي على فهم معنى أن يكون لنا وطن مستقر وآمن ويتطور، وقيمة أن نكون في وطننا ونحن مفتوحة لنا كل الأبواب لننتج، ولننجز، ولنطور، ولنحسن، ولنصل إلى غايات لم تتمكن أجيال سابقة من بلوغ بعض منها.

وطننا هو قيمتنا الحقيقية، ثم من بعده تأتي قيم أخرى ثانوية، وكلما كان وطننا السعودي أولا، كلما كنا بخير.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق